تصيح جوان قائلة، وهي تستدير تجاه موريس: «ماتيلدا! ... هل هذه ماتيلدا؟ ماذا جرى لها؟»
تجيب روث آن، من المقعد الخلفي: «بدأت تتصرف بغرابة. متى كان ذلك؟ قبل عامين؟ بدأت في ارتداء ملابس غريبة وغير ملائمة، وكانت تظن أن الناس يأخذون أشياء من على مكتبها في العمل، وربما تقولين لها شيئا رقيقا جدا فترد في فظاظة، ربما يكون ذلك بسبب شيء في تركيبتها.»
تقول جوان: «تركيبتها؟»
يقول موريس: «الجانب الوراثي»، ثم يضحكان.
تقول روث آن: «هذا ما كنت أقصده ... كانت أمها تقيم في دار رعاية المسنين لسنوات قبل أن تموت، كانت قد فقدت صوابها تماما، وحتى قبل أن تذهب إلى هذه الدار، كان الناس يرونها تنسل خلسة إلى الفناء، كان شكلها مفزعا مثل الناس في عيد الهالوين. على أي حال، كانت ماتيلدا تحصل على معاش صغير عندما تركت الخدمة في المحكمة، لا تفعل شيئا سوى التجول. في بعض الأحيان، تتحدث إلى الناس في ود مثلما يتحدث الناس بطريقة طبيعية، وفي أحيان أخرى لا تنبس بكلمة. لا تحسن مظهرها أبدا، كانت أنيقة جدا من قبل.»
لم يكن يجدر بجوان أن تندهش على هذا النحو، أن تفاجأ بهذا الشكل. يتغير الناس، يختفون، ولا يموتون جميعا حتى يختفوا. بعضهم يموت، جون برولير مات، عندما سمعت جوان بذلك، بعد عدة شهور من موته، شعرت بغصة، لكنها لم تكن غصة في مثل حدة الغصة التي شعرت بها عندما سمعت امرأة ذات مرة تقول لها في إحدى الحفلات: «جون برولير، نعم، أليس هو ذلك الرجل الذي كان يحاول دوما إغواء النساء عن طريق أخذهن بعيدا لتأمل إحدى الظواهر الطبيعية العجيبة؟ يا إلهي، كم هذا غير مريح!»
يقول موريس: «تمتلك منزلها ... بعته إياها قبل خمس سنوات تقريبا، ولديها هذا المعاش الضئيل، إذا استطاعت الصمود حتى تبلغ الخامسة والستين، فستكون على ما يرام.» •••
يحفر موريس الأرض أمام شاهد القبر، وتغرس جوان وروث آن بذور زهور الياقوتية. تبدو الأرض باردة، لكن لم يكن هناك ثلج، تسقط أعمدة طويلة من أشعة الشمس بين أشجار الأرز المشذبة وأشجار الحور التي تصدر أصوات حفيف، والتي لا تزال تحمل الكثير من الأوراق الذهبية، على الحشيش الأخضر الكثيف.
تقول جوان، ناظرة إلى الأوراق: «استمعا إلى هذا ... إنه صوت مثل صوت الماء.»
يمزح موريس مع جوان، تزمجر جوان وروث آن معا، وتقول جوان: «لم أكن أعرف أنك لا تزال تفعل ذلك يا موريس.»
अज्ञात पृष्ठ