318

सदाका

الصداقة والصديق

अन्वेषक

الدكتور إبراهيم الكيلاني

प्रकाशक

دار الفكر المعاصر - بيروت - لبنان

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٩هـ - ١٩٩٨ م

प्रकाशक स्थान

دار الفكر - دمشق - سورية

كاتب: ما إن يكلفني على معروفه من الثمن، إلا الإقرار له بالمنن، وله علي المنة والنعمة، والطول والحجة، فيما ترك وصنع، وأعطى ومنع، والله لقد بذل فكان بذله طويلًا يربي على حقي، ومنع فكان منعه أدبًا يعطفني على حظي، وعاتب فكان عتابه تجديدًا لنعمه عندي، وتحضيضًا على تقوية نيته في نفعي. يوسف بن القاسم بن صبيح إلى محمد بن زياد: حفظك الله وحاطك، رأيتك - أكرمك الله - في خرجتك هذه رغبت عن مواصلتنا بكتبك، وإبلاغنا طيب خبرك، وقطعتنا قطع ذي السلوة، أو أخي الملة، حتى كأنك كنت إلى مفارقتنا مشتاقًا، وغلى البعد منا تواقًا، فوقع بعدك بحيث توخيت من جهتين: إحداهما حلاوة الولاية، والأخرى لذة الراحة، فإن يكن ذلك كما رجمناه قاطعناك مجملين، أو لبسناك على يقين، وإن يكن إدلالًا بهدية أعددتها لنا من ناحية عملك، فليس قدر الهدايا وإن كثرت، ولا الفوائد وإن جلت احتمال لؤم الإخوان إذا كانت الهدايا إنما تراد لهم، والفوائد إنما تنال بهم، والمباهاة بأعراض الدنيا تؤثر بخلطائهم، وما أدري ما أقول في اختيارك ترك المكاتبة المحدثة عن الغيب بالأسرار المكتومة، والرسائل المعلومة، والأمور المفهومة، حتى كأنها محادثة والحضور، على تنائي الدور، والقلوب بها مشاهدة، وإن كانت الأبدان

1 / 346