Sacredness of a Muslim to Another
حرمة المسلم على المسلم
शैलियों
لكن بعض النفوس الخبيثة تبحر في أنهار آسنة لتتشفى في مَن أنعم الله عليهم، ورزقهم من حطام هذه الدنيا الفانية، وذلك بالحقد والحسد ليؤتي ذلك الحقد والحسد ثمارًا خبيثةً من غيبة ونميمة وحنق واستهزاء. ومجتمعاتنا - وللأسف الشديد - تعُجّ في مثل هؤلاء، ولو تدبروا كتاب الله جيدًا لما وقعوا في ذلك، قال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إبراهِيمَ الكِتَابَ والحِكْمَةَ وآتيناهُمْ مُلكًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ٥٤] .
فتنبه دائمًا أخي المسلم إلى الأضرار الكبيرة التي تنجم عن الحقد، ومن تلك الأضرار: الحسد فأنت إذا حقدت على أخيك المسلم فلاشك أنَّك ستحسده على النِّعم التي أفاء الله بها عليه، وأنَّك سَتُسَرُّ بالمصائب التي تصيب أخاك المسلم، وهذا بلا
شك من صفات المنافقين الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر قال تعالى: ﴿وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِم دَائِرةُ السَّوءِ﴾ [التوبة: ٩٨] وقال النَّبيُّ ﷺ: «لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَ لأخيه ما يحب لنفسه» (١)، ولعل الحقد يزداد عند بعضهم فيدفعه على التشمت بالآخرين.
ومن أضرار الحقد أيضًا أنَّه مدعاةٌ إلى الهجر والمقاطعة أو الإعراض عنه.
_________
(١) أخرجه: البخاري ١ / ١٠ (١٣) من حديث أنس بن مالك ﵁.
1 / 16