सुख और प्रसन्नता मानव जीवन में
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
प्रकाशन वर्ष
1957 / 1958
शैलियों
أقول النجدة هي الجراءة على الأعداء عند المحاربة وهي الجراءة على الأصدقاء عند المخالفة وهي أيضا الجراءة على النفس الشهوانية بضبطها عن اللذات الضارة والسمجة إذا هاجت وتحركت في طلبها وفي تمتع بها وفي ضبطها على الآلام النافعة إذا أرادت الهرب منها وأقول إنه قد يجوز أن يكون سعيدا من لم يكن جريئا على الأعداء عند المحاربة ولن يجوز أن يكون سعيدا من لم يكن جريئا على الأصدقاء وعلى النفس وأما الحكمة فحكمتان حكمة للنفس الناطقة التي لها علم الأعمال وهذه الحكمة هي التعقل والحكمة الأخرى التي تكون للنفس الناطفة النظرية ولن يجوز أن يكون سعيدا من ليس له الحكمة الأدنى وقد يجوز أن يكون سعيدا السعادة الأدنى من لم يكن حكيما بالحكمة الأعلى
كيف تكتسب السعادة وبم تحصل
أقول إنه لما كانت السعادة فعلا للنفس بفضيلة كاملة كان من البين أن اكتساب السعادة إنما يكون باكتساب الأفعال الفاضلة وأما حصولها فإنما يكون بحصول جميع الأسباب التي ينتظم بها الأفعال الفاضلة ومن هذه الأسباب ما يكون بالفطرة كاعتدال المزاج المفيد للصحة وكصلابة الأعصاب واستحكام العظام المفيدة للقوة وكاستواء مناسبة الأعضاء وحسن التخطيط والشكل المفيدة للجمال والملاحة وأقول وهذه الهيآت وإن وقعت بالصنعة على الجودة فإنها لا تستغني عن الرعاية حتى تبقى على الإستقامة والإنسان في حال الصبا لا يقدر على صلاح نفسه وحسن حاله ولا يعرف ذلك فلا بد من أن يكون القائم برعاية حاله وبتربيته على الإستقامة غيره وذلك الغير إن لم يكن فاضلا في نفسه أفسد ما جودته الطبيعة له ومن هذه الأسباب المقيمة للسعادة ما يكون بالجد والإتفاق كالكسب والأولاد الموافقين والأهل الموافق فإن الموافقة في الأهل غير معلوم العلة فتكون مكتسبة وأما الهيآت النفسانية فإنها إنما تكون بالمربي الأديب الرفيق الماهر بالتأديب فإنها إن لم تحصل من الصبي على ما ينبغي حصلت أضدادها وخاصة الشرة والنذالة فإن الحاجة إلى الغذاء وإلى ما يكون به الغذاء لازمة ودائمة وإذا حصلت الهيآت الفاضلة بحسن التأديب والتربية وبنيه من هي له الفطنة كان كان حفظها على الإستقامة بحسن الطاعة المثبتة للسنة المسنونة وللرؤساء والسادة إلى أن يخرج قوته المتعلقة إلى الفعل فيصير هيئة ثم يلزمه استيفاءها على الإستقامة بحسن الطاعة للقوة المتعلقة وأقول وأما الآلات فإنها قد تقع بالجد وقد تقع بالكسب والفائدة بها لا تحصل باقتنائها وتحصيلها لكن باستعمالها فما لم تستعمل لم تحصل منافعها وأقول الذي يحصل بالأستعمال الحال وأما حسن الحال فإنما يقع بحسن الإستعمال وأقول إن قوام أمر السعادة إنما هو بالمربي والسائس ثم بحسن طاعة المتأدب والمتربي وملاك الأمر الدوام والصبر من السائس ومن المسوس وأقول هذه السعادة التي ذكرناها إنما هي السعادة المطلقة وأما المقيدة فإنها تثبت بالحال الموجود الحاصل في الوقت كيف كان وبالفعل الفاضل على قدر الحال والفعل الفاضل يثبت من دون حصول منه العفة والهيئة المتعقلة وبحصول السائس الفاضل وبحسن الطاعة
لم وقع الناس في الشقاء وكل يهرب منه ولم فاتهم السعادة وكل يطلبها
قال أفلاطن وقد يجب أن ننظر لم فات الناس السعادة وكل يطلبها ولم وقعوا في الشقاء وكل يهرب منه قال وأقول السبب فيه الجهل وعدم التجربة أو الجود وعدم الصبر أو اجتماع هذه قال وذلك لأن الجاهل يحب الخير ولا يؤثره لكن ما ليس بخير ويبغض الشر ويصير إليه لأنه لا بصيرة عنده من التجربة ولا معرفة له بالقياس والعبرة قال وقد يتنبه البعض لما هو أفضل غير أنه يعدل عن الأفضل تجنبا وجورا للجزع من احتمال التعب والضعف من مجاذبة الشهوة قال ومن كان كذلك فإنه معذب بالحقيقة لأن الشهوات لا تهنيه لعلمه بما هو أفضل وليس يطيق الصبر عنهه للضعف والخور وقال في موضع آخر إنما تفوت الإنسان السعادة ويلحقه الشقاء من قبل أن الرياسة يكون للنفس الشهوانية أو النفس الغضبية وذلك أنه متى تأمرت النفس الشهوانية أبطلت العفة والحرية وأظهرت الشره والنذالة قال ومتى تأمرت النفس الغضبية أبطلت الألفة والمحبة وأظهرت الشقاق والبغضة وكلتاهما جابرتان مبيدتان للنعم ومخربتان للديار أما النفس الشهوانية فبسبب المنافع والأموال لأن لهذه النفس الحرص والرغبة في اكتساب الأموال وفي جر المنافع بسبب اللذة والشهوة وأما النفس الغضبية فبسبب محبة الغلبة والرياسة قال وإنما يلحق الإنسان السعادة متى كانت النفس الناطقة الغالبة والآمرة والناهية وكانت الغضبية مؤازرة والنفس الشهوانية مطيعة وسامعة قال ومتى كانت النفس الناطقة المتأمرة على النفسين الآخرين قلنا بأن الإنسان غالب لذاته وحر وسعيد وخير وفاضل ومتى كانت بخلاف ذلك قلنا إنه مغلوب من ذاته ومسترق وشقي وشرير ورذل وقال أنبذقلس النفس الناطقة متى تعبدت البهيمية أظلمت وأوحشت وسمجت وقبحت وطفئت وخمدت قال وإذا استعبدت هي البهيمية أشرقت وأضاءت وزكت وحيت قال أنبذقلس وحيث تكون النفس الناطقة يكون هناك العقل وحيث يكون العقل يكون هناك نور الله فإن نور الله فائض على العقل وإن فاض نور الله فليس هناك جهل قال وإنما يكون هذا في النفس البسيطة وليست تفس الإنسان هكذا ولكنه متركبة مع البهيمية فلذلك صعب على الإنسان التخلص من البلايا و الآفات وقال أفلاطن في موضع آخر معتاد العادات الفاسدة لن يمكنه أن يصير إلى الأمر الأفضل وإن تنبه له واشتهاه فهو يصير إلى ما يضره عن علم منه بالمضرة ويذهب عما ينفعه عن علم منه بالمنفعة وإلى ما يشينه عن علم منه بالسماجة لتمكن العادات الفاسدة منه قال ومنزلته منزلة المفلوج فإنه متى أراد أن يتحرك إلى جهة تحرك بدنه إلى جهة أخرى فالعلم لا ينفع هؤلاء بل يضرهم إلا في النادر وذلك بأن يكون الله يعين الواحد على نفسه حتى يقتلها وهي حية ثم ينشرها على مثال آخر قال ولذلك نقول بأن الجاهل خير من العالم الذي لا ينتفع بعلمه قال وليس يصلح هؤلاء غير القهر والغلبة والإضطرار والمخافة وقال أفلاطن في موضع آخر وأحد الأسباب الموقع في الشقاء الأماني وذلك بأن يظنوا أن ذلك الضار أو القبيح لا يضرهم أو يظنوا بأن يتخلصوا منه أن ضرهم قال وإنه ليس يتخلص أحد من الأماني لا صغير ولا كبير ولا ذكر ولا أنثى قال أفلاطن ومن الأسباب القوية في الفساد أن يعملوا على الخاطر الذي لم يصححه الفكر وذلك بأن يتحركوا أو يسكنوا على التخيل الحسي من قبل أن يصححه الفكر فيقعوا لذلك في الضار وفي القبيح وذلك أنه ليس للحس تمييز الجيد من الرديء والضار من النافع وإنما ذلك للفكر والفكر يستمد من العقل والعقل يأمر بالتزام حدود السنة وبحسن الطاعة للرؤساء فمن لم يستعمل الفكر لم تكن أفعاله نطقية لكن بهيمية وقال بعض الحكماء إنما تعلق النفس بالإنفعالات الشر لثلثة أسباب نية رديئة وتدبر رديء والجهل بما ينبغي وقال أرسطوطيلس الرداءة المفرطة إما سبعية وإما مرضية قال وإنما يعرض ذلك لأجناس العجم البعيدة وقال أفلاطن التربية الرديئة تصير الإنسان رديئا وإنما تقع التربية الرديئة من المربي وذلك بأن يكون رذلا وقال أفلاطن ومن الأسباب المؤدية إلى الفساد أن يعتقدوا بأن اللذة خير وقال حكيم الإسلام إنما وقع الإنسان في الشقوة من بعد علمه بطريق السعادة من قبل أن تركيبه كان من أضداد متعادية الروح وهو خير وتقابله النفس وهي شريرة والعقل ويقابله الهوى وملك ويقابله الشيطان والعلم ويقابله الجهل والإلهام وتقابله الوسوسة والفراسة وتقابلها الظن والذكر وتقابله الغفلة قال والخيرات الطريق إلى السعادة والشرور الطريق إلى الشقاء قال من أعظم أسباب السعادة العقل
القول في علاج الآفات المؤدية إلى الشقاء المانعة من السعادة
وأقول العلاج من العلل إنما يكون برفع الأسباب المولدة للعلل وكل شيء إنما يرتفع ويزول بضده فمن الواجب أن يعلم الأسباب المولدة للشقاء وأن يعلم الأسباب التي تقابل كل سبب من أسباب الشقاء ليكون علاج كل سبب بما يقابله ويزيله وأقول الأسباب التي ذكرناها وإن كانت كثيرة فإنها تنضم إلى سببين الجهل والجور وبيان ذلك أن أحد الأسباب تسلط النفس الشهوانية على النفس الناطقة أو تسلط الغضبية على النفس الناطقة وأي هاتين النفسين تولت السياسة وتدبير البدن كان مجراه على الجهل الصرف لأنه ليس لواحدة منهما بصيرة ولا معرفة وأحد الأسباب اعتياد العادات الفاسدة ومن البين أن ذلك إنما يكون من الجهل والجور وأحد الأسباب الأماني وهي تمني أن لا يضر الضار ولا يشين القبيح إنما تكون من الجهل وقيل تعوذبالله من طمع في غير مطمع وأحد الأسباب العمل على الخاطر الذي لم يصححه الفكر وهل يكون ما هو هكذا إلا الجهل وأحد الأسباب التدبير الرديء وهذا أيضا بين أنه يكون من الجهل وكذلك التربية الرديئة فإنها إنما تكون من التدبير الرديء وأما البنية الرديئة فإنها لا تؤدي عندي إلى الشقاء وذلك أنه ليس الشقاء رداءة البنية كما أنه ليس السعادة جودة البنية لكن الشقاء أن لا يعيش على قدر حالة الحياة التي هي أفضل لكن الحياة التي هي أردى فإن قيل أفيكون من قد فسدت قوته الناطقة بالبنية سعيدا قيل السعادة والشقاء إنما يكونان للإنسان والإنسان بالنطق ومن ليس له نطق فليس بإنسان إلا بالصورة الظاهرة وأقول علاج الجور تعود الصبر وعلاج الجهل اكتساب المعرفة والذي يحتاج إليه الإنسان من المعرفة لصلاح حاله معرفة الخير والشر والنافع والضار والجميل والقبيح واللذة والأذى وسنقول بعد هذا في كل شيء من هذه المعاني التي ذكرناها إن شاء الله فإن قيل أ فينفع معتاد العادات الفاسدة المعرفة قيل نعم ينفعه المعرفة إن أطاع المعرفة وربما احتاج إلى المعونة وقد قلنا من قبل بأن ملاك أمر السعادة بمن يربى على السعادة و يسوس على السعادة ويشبه أن يكون الإنسان محتاجا إلى غيره في أكثر أحواله فإنه مفطور على الحاجة وليس يستوي له صلاح حاله وعيشه إلا بالمعونة
في الجميل والقبيح
قال أرسطوطيلس الجميل هو نهاية الفضائل وهو ما يفعله الإنسان لسبب نفع الآخرين فقط من غير طمع في إجرار نفع إلى نفسه أو في طلب ذكر لها وأنه ليس شيء مما يفعله الإنسان يحاكي فعل الله غير الجميل إذ كان الله إنما يفعل جميع ما يفعله لسبب الخلق لا لشيء آخر إذ هو الغني وجميع ما سواه فقير إليه قال والأشياء الجميلة السخاء والحماية والتعليم والإكرام هذه كلها جميلة إذا لم يرد بشيء منها نفعا ولا ذكرا قال أبو الحسن والقبيح كل ما لحق غيره ضرر بفعله نفعه ذلك الفعل أو لم ينفعه وما فعله لنفع آخر أو آخرين لا لنفع نفسه وضر فعله إنسانا فإنه قبيح أيضا إلا أن يكون الضرر يسيرا والنفع كثيرا ولم يكن أيضا مستجرا من الذين ينفعهم نفعا إلى نفسه ولا حمدا وأما ما يفعله من الأفعال الجيدة بإظهار أنه إنما يفعل ذلك للجميل ولم يكن فعله ضررا البتة على أحد غير أنه يريد في الشر بما يفعل فعل نفع نفسه بمال أو ذكر ففيه نظر وعندي أنه من القبيح وأقل ما فيه أنه كاذب في إيهامه أنه لا يريد بها نفع نفسه وهو خائن مع ذلك بتدليسه وهو جان على أهل الفضيلة بتسميحه إياهم بفعله فإنه متى ظهر على هذا منه ظنوا بغيره أن حاله فيما فعل كحاله و هذا الظن يحمل على توهم أنه لا قوام للجميل بالحقيقة وأنه اسم فقط قال أرسطوطيلس وإن الفاضل ليس يفعل ما يفعله ليحمد عليه لكن للجميل ولو كان إنما يفعل ذلك ليحمد عليه لندم إذا لم يحمد وليس للفاضل ندامة ولا في فعل الخير ندامة ولو كان الفعل بسبب الحمد فاضلا لم يكن الخير أولى بذلك من الشر والأشرار قد يحمدون الشر ويكرمون عليه ولو كان كذلك كان لا يكون مدح الفاضل أولى بذلك من مدح الرذل وقال أرسطوطيلس وإن جميع الناس أو أكثرهم يحبون أن يفعلوا الجيد ولكنهم لا يصبرون عليه بل يختارون النافع والجيد هو أن يحسن لا للمجازاة والنافع هو أن يحسن للمجازاة قال و الفاضل يبذل المال والرياسة والكرامة من أجل الحمد الأجود فإنه إذا بذل المال كان المال لغيره والأجود له وقال في موضع آخر ذو الردى يشتهي أن يفعل الجيد ولا يفعله لكن إنما يفعل الرديء والعلة في ذلك غلبة شهوة اللذات عليه وتمكن العادات الفاسدة منه
حكاية ظريفة في التكرم بفعل الجميل
अज्ञात पृष्ठ