لا، انكشف المصدر حين ناولني شيئا ما، شيئا مثل منديل كبير.
قال: «ضعيه فقط في جيب معطفك.»
ليس منديلا، كان القماش أكثر سمكا مع تضليع خفيف، قميص تحتاني.
قال: «لا أريده معي.» ومن صوته تعتقد أنه كان مجرد سروال دخلي لا يريده في البيت، بصرف النظر عن أنه كان لنينا ويحمل رائحة نينا.
طلب اللحم المشوي وقطعه ومضغه كالمعتاد بشهية مهذبة. أبلغته بأخبار بلدتي التي كانت كعادتها في مثل هذا الوقت من العام تملؤها جرافات الثلج والطرق المسدودة والخراب الذي يسببه الشتاء، وهو ما كان يميزنا.
بعد مضي قليل من الوقت قال إيرني: «ذهبت إلى بيته. لم يكن هناك أحد.» - «بيت من؟»
قال إنه بيت عمها. عرف بيته؛ لأنهما هو ونينا مرا أمامه مرة بعد حلول الظلام. قال إنه لم يعد فيه أحد الآن، لقد حزما أمتعتهما ورحلا. إنه خيارها في النهاية.
قال: «إنه امتياز خاص للمرأة. كما يقولون، حق المرأة أن تغير رأيها.»
عيناه، الآن وأنا أنظر إليهما، فيهما نظرة جافة جائعة، ويحيطهما السواد والتجاعيد. زم فمه ليسيطر على رعشته، ثم واصل بسيماء من يحاول أن يرى كل الجوانب؛ من يحاول أن يفهم.
قال: «لم تستطع أن تترك عمها الطاعن في السن، لم يطاوعها قلبها أن تتخلى عنه. قلت إنه يمكن أن يعيش معنا؛ لأني معتاد على العيش مع كبار السن، لكنها قالت إنها سوف تنفصل قريبا عنه. لكن أظن أن قلبها لم يطاوعها في النهاية.» - «من الأفضل ألا يتوقع المرء الكثير. أعتقد أن بعض الأشياء ليس مقدرا للإنسان أن يحظى بها.»
अज्ञात पृष्ठ