وقد تحقق ما قاله في الحقيقة. على الأقل، سوف يبدو له الأمر كذلك. وجدت نفسها حوالي العاشرة مساء في إحدى الليالي في مطبخ ماجي، تحبس دموعها وتحتسي شايا بالأعشاب. حين طرقت الباب قال زوج ماجي: «من الآتي في تلك الساعة؟» وسمعته عبر الباب. لم يعرف من هي. وبينما كان يحدق بها بحاجبين مرفوعين وفم مزموم، قالت: «أنا آسفة جدا للإزعاج.» ثم جاءت ماجي.
مشت دوري الطريق كله في الظلام، في البداية على الطريق المفروش بالحصى الذي سكنت هي ولويد عنده، ثم على الطريق السريع. كانت تتجه إلى جانب الطريق مع كل مرة تمر فيها سيارة، وهذا أبطأها كثيرا. نظرت إلى السيارات التي مرت بها اعتقادا منها أن واحدة منها يمكن أن تكون سيارة لويد. لم تكن ترغب في أن يعثر عليها، ليس الآن، ليس قبل أن يشعر بالرعب حتى يفقد عقله. استطاعت في بعض الأحيان أن تصيبه بالرعب بجنونها، بأن تنتحب وتولول، بل وتضرب رأسها في الأرض، وهي تردد: «ليس صحيحا، ليس صحيحا، ليس صحيحا» مرة بعد مرة. أخيرا كان يتراجع. كان يقول: «حسن، حسن. سأصدقك. اهدئي يا عزيزتي. فكري في الأطفال. سوف أصدقك، حقا. فقط توقفي.»
لكنها هذه الليلة تمالكت نفسها في اللحظة التي كانت على وشك أن تبدأ فيها هذا الأداء. ارتدت معطفها وخرجت من الباب وهو يناديها: «لا تفعلي هذا. أحذرك.»
ذهب زوج ماجي إلى السرير، وهو لا يبدو سعيدا بالأمر، بينما ظلت دوري تقول: «أنا آسفة، آسفة جدا أن أزعجكم في هذه الساعة من الليل.»
قالت ماجي في نبرة عملية: «أوه! اسكتي. هل ترغبين في كأس نبيذ؟» - «أنا لا أشرب.» «إذن من الأفضل ألا تبدئي الآن. سوف أحضر لك بعض الشاي. إنه مهدئ جدا. بابونج مع التوت. لا يتعلق الأمر بالأطفال، أليس كذلك؟» - «بلى.»
أخذت ماجي معطفها ، وأعطتها ربطة من المناديل لتمسح عينيها وأنفها، وقالت: «لا تخبريني بأي شيء الآن. سوف تهدئين بسرعة.»
حتى حين هدأت جزئيا، لم ترغب دوري في أن تفشي الحقيقة كلها فتعرف ماجي أنها لب المشكلة. علاوة على هذا، لم ترغب في أن تضطر إلى شرح سلوكيات لويد. فمهما كانت درجة الإرهاق التي تعانيها معه، فلا يزال أقرب شخص لها في العالم، وشعرت أن كل شيء سوف ينهار إذا انتهى بها الحال إلى أن تخبر أي أحد عن طبيعته؛ إذا أصبحت غير وفية.
قالت إنها تجادلت معه بشأن أمر قديم، وإنها شعرت بالإرهاق والتعب، وكل ما رغبت فيه هو أن تخرج. لكنها سوف تتجاوز الأمر. سوف يتجاوزانه.
قالت ماجي: «يحدث هذا مع كل الأزواج في وقت من الأوقات.»
رن التليفون حينئذ وردت ماجي. - «نعم، إنها بخير. أرادت فقط أن تنفس عن ضيقها. حسن. حسنا إذن، سوف أوصلها إلى البيت في الصباح. لا توجد مشكلة. حسن. طاب مساؤك.»
अज्ञात पृष्ठ