بل كيف يحلق نسر روحي طائرا أمام وجه الشمس
قبل أن تترك فراخي عشها الذي بنيته لها بعرق وجهي؟
اليقظة الأخيرة
في غلس الليل العميق، وقد هب النسيم معطرا بأنفاس الفجر الأولى، نهض «السابق» - وهو صدى الصوت الذي لم تسمع به أذن بعد - فترك مقصورته وصعد إلى سطح بيته. وبعد أن وقف هناك طويلا ينظر إلى المدينة الهاجعة في سكون الليل، رفع رأسه، وكأنما قد تجمع حواليه أرواح أولئك النائمين المستيقظة، وفتح فاه وخاطبهم قائلا: «يا إخوتي وجيراني، ويا أيها المارون ببابي في كل يوم، إنني أود أن أناجيكم في نومكم، وفي وادي أحلامكم، أود أن أمشي مطلقا عاريا، فإن ساعات يقظتكم أشد غفلة من نومكم، وآذانكم المثقلة بالضجيج كليلة صماء.
لقد أحببتكم كثيرا وفوق الكثير.
قد أحببت الواحد منكم كما لو كان كلكم،
وأحببتكم جميعا كما لو كنتم واحدا.
ففي ربيع قلبي كنت أترنم في جناتكم،
وفي صيف قلبي كنت أحرس بيادركم.
أجل، قد أحببتكم جميعكم، جباركم وصعلوككم، أبرصكم وصحيحكم. وأحببت من يتلمس منكم سبيله في الظلام، كمن يرقصه أيامه على الجبال والآكام.
अज्ञात पृष्ठ