حقيقة المرء ليس المرء يدركها ... فكيف يدرك كنه الخالق الأزلي
أدلة القائلين بالرؤية إمكانا وثبوتا
أولا: أدلة الإمكان(1)
وتنقسم إلى قسمين:
أعقلي. ... ب نقلي.
أما العقلي: فيتلخص في قياس وجود الحق تعالى على وجود الخلق وذلك أنهم قالوا إن سائر الموجودات مشتركة في جواز الرؤية عليها وبما أن الله موجود أيضا فإن رؤيته ممكنة(2).
وأجيب عن ذلك بما ملخصه(3):
1 إن كان الوجود هو العلة في رؤية الموجودات المرئية فلا مانع من أن يعتبر علة في خلقها فيترتب عليه أن يكون الله سبحانه ممكنا أن يشاركها في الخلق كمشاركته لها في الوجود.
أما إذا اعتبرنا علة خلقها الحدوث فيجب علينا أيضا أن نعتبره علة في إمكان رؤيتها وأن ننزه الخالق عن قياسه عليها في الرؤية كما ننزهه عن قياسه عليها في الخلق.
2 دعوى أن كل موجود تجوز رؤيته منتقضة بكثير من الموجودات غير المرئية كالروح.. العقل .. الأصوات.. الروائح.. الكهرباء.
3 كما أن فتح باب القياس بين الخالق والخلق يؤدي إلى وصفه سبحانه وتعالى بكثير مما تواترت الرسالات واتفق العقلاء على استحالته في حقه تعالى.
فإن المخلوق لايمكن تصور وجوده إلا بوجود الزمان والمكان وقد كان الخالق ولازمان ولامكان وهو الآن على ما عليه كان.
لايتصف بالعوارض ولايدرك بالحواس ولايقاس بالناس، وما عرف الله سبحانه وتعالى من شبهه بشيء من خلقه فهو جل شأنه وعظم سلطانه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }(4).
وأما النقلي: فبعضه من الكتاب وبعضه من السنة.
पृष्ठ 38