وعلى هذا الطراز يحمل ما جاء في بعض الروايات المطعون بها: رأيت ربي في صورة شاب وفي بعضها زيادة له نعلان من ذهب(1).
ومن الناس من حمل الرؤية في رواية الدار قطني على الرؤية المنامية، وظاهر كلام السيوطي أن الكيفية فيها لا تضر، وهو الذي سمعته من المشائخ قدس الله أسرارهم والمسألة خلافية .
قالوا: وإذا صح ما قاله المشائخ وأفهمه كلام السيوطي، فأنا ولله الحمد قد رأيت ربي مناما ثلاث مرات، وكانت المرة الثالثة في السنة السادسة والأربعين والمائتين والألف بعد الهجرة، ورأيته جل شأنه وله من النور ماله متوجها جهة المشرق كلمني بكلمات أنسيتها حتى استيقظت، ورأيت مرة في منام طويل كأني في الجنة بين يديه تعالى، وبيني وبينه ستر حبيك بلؤلؤ مختلف ألوانه، فأمر سبحانه أن يذهب بي إلى مقام عيسى عليه السلام، ثم إلى مقام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فذهب بي إليهما فرأيت ما رأيت ولله تعالى الفضل والمنة(2). انتهى كلام الألوسي.
وهذا كلام تقشعر منه الجلود، وتتصدع به الجبال، فإن فيه من الجرأة على الله تعالى ما ليس بعده.
كيف وقد أخذت بني أسرائيل الصاعقة بمجرد سؤال الرؤية، ونال موسى ما ناله من الصعق لا لشيء غير أنه سألها ليكفكف بما يأتي من الرد الحاسم على سؤال غلوائهم ويستأصل شأفة طمعهم، ولم يكد يفيق من الصعق، حتى قال: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}(3).
पृष्ठ 32