2 وقائلون باستحالة الرؤية ونفيها دنيا وأخرى وهم: الزيدية(1) والمعتزلة(1) والإمامية(2) والجهمية(1) والنجارية(2) والأباضية(3). وبنفي الرؤية أيضا قال جماعة من المتكلمين المتحررين من أسر التقليد كالغزالي(4) وصرح بها في بعض كتبه وكذلك الجصاص في أحكام القرآن(5) ولا بد من الإشارة هنا أن من قال بأن المراد بالرؤية العلم فلا خلاف معه، وإنما الخلاف لفظي، ولكن الخلاف مع من يقول بأن المراد بها الرؤية البصرية للذات الإلهية وهذا ما يتناوله هذا البحث المتواضع.
قال الإمام يحيى بن حمزة(1) عليه السلام: واعلم أن التحقيق عندي أن الخلاف بيننا وبين المحققين من متأخري الأشعرية في هذه المسألة إنما هو من حيث اللفظ، وأما المعنى فنحن متفقون عليه، إلى أن قال: وأما المتقدمون من الأشعرية فقد أطلقوا القول بأن الله تعالى يرى بالأبصار في الآخرة، وأنه يراه المؤمنون دون غيرهم، والدليل على إبطال قولهم: أن الرائي بالحاسة لا يرى إلا ما كان مقابلا، أو في حكم المقابل، واحترزنا بقولنا: أو في حكم المقابل عن رؤية الإنسان وجهه في المرآة، فإنه وإن لم يكن مقابلا فهو في حكم المقابل، والله تعالى ليس مقابلا، ولا في حكمه ويستحيل أن يكون تعالى مرئيا(2).
पृष्ठ 30