रुयत अल्लाह
رؤية الله تعالى بين العقل و النقل
शैलियों
وكلام ابن حجر يفيد أنه يرى رأينا في تفسير الآية غير أنه يستند في معارضته هذا المفهوم بالأخبار المثبتة للرؤية، وقد علمت أخي القارئ ما في تلك الأخبار المشار إليها من عدم إفادتها ثبوت رؤيته تعالى كما سبق بيانه فثبتت والحمدلله قطعية حجتنا.
وإن من أحسن ما قرأته في تفسير هذه الآية الكريمة قول الإمام أبي بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي المشهور بالجصاص في كتابه (أحكام القرآن) ونصه: (( يقال إن الإدراك أصله اللحوق نحو قولك: أدرك زمان المنصور وأدرك أبا حنيفة، وأدرك الطعام أي لحق حالة النضج، وأدرك الزرع والثمرة، وأدرك الغلام إذا لحق حال الرجال )).
(( وإدراك البصر للشيء لحوقه له برؤيته إياه، لأنه لا خلاف بين أهل اللغة أن قول القائل: أدركت ببصري شخصا معناه: رأيته ببصري ولا يجوز أن يكون الإدراك الإحاطة لأن البيت محيط بما فيه وليس مدركا له )).
فقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} معناه: لا تراه الأبصار وهذا تمدح بنفي رؤية الأبصار كقوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم}(1) وما تمدح الله بنفيه عن نفسه، إثبات ضده ذم ونقص، فغير جائز إثبات نقيضه بحال كما لو بطل استحقاق الصفة ب{لا تأخذه سنة ولا نوم} لم يبطل إلا إلى صفة نقص.
ولا يجوز أن يكون مخصوصا بقوله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(2) لأن النظر محتمل لمعان منها: انتظار الثواب كما روي عن جماعة من السلف، فلما كان ذلك محتمل للتأويل لم يجز الإعتراض عليه بمالا مساغ للتأويل فيه، (( والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم، لو صحت، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبهه، ولا تعرض فيه الشكوك لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة )) (3) انتهى.
पृष्ठ 109