فكم من هدهد أضحى
كفرخ اليوم يا خلي
وكان للشيخ عبد الغني النابلسي تلاميذ أشهرهم السيد عبد الرحمن النحلاوي، وقد ردد في مدحه ما قيل فيه:
لله در همام جهبذ وطئت
أقدامه شرفا هام السموات
وسيأتي ذكر هذا التلميذ الطاهر وشعره في مولاه عبد الغني، صاحب المقام الأقدس السني، حين نتكلم عن «التاريخ الشعري»، وهو إحدى الظواهر الفنية في جو هذه النهضة، كان التأريخ الشعري نجمة سديمية قبل الرواد فصيروه نجمة قطب تأتم به سفينتهم الأدبية.
وكما عني المطران فرحات المتصوف المسيحي بتحليل أسرار البيعة شعرا، ونثرا، انصرف الشيخ النابلسي، قدس الله سره، إلى تحليل رموز الصوفية، شعرا ونثرا، ولكثرة ما لعبد الغني من تآليف وتصانيف شعرية ونثرية قد سماه المطران يوسف الدبس في تاريخه جهبذ الجهابذة، وأستاذ الأساتذة.
ويضارع هذا الشيخ المطران في الرحلات؛ رحل المطران إلى رومة، وزار الأندلس، وارتحل الشيخ إلى دار الخلافة، وزار القدس ومصر والحجاز ولبنان، وكتب كتابا في كل رحلة. (2) القافلة الثانية (2-1) أحمد البربير
القرن الثامن عشر في الآداب المشرقية هو «قرن السماعلة» الذين حفظوا آثار العرب القلمية. فهم الذين أذاعوا الآداب المشرقية في أوروبا، وصانوا كنوز الفلسفة في مكتبة الفاتيكان وغيرها. أما في الشرق فكان أدب هذا العصر أدب رسائل ديوانية، كما ابتدأ الأدب العربي في جميع عصوره. كان كتاب الدواوين هؤلاء يقولون الشعر متملقين به أسيادهم كالجزار وسواه، فمن هؤلاء الكتاب الأولين أبناء الصباغ، وأبناء البحري، وإلياس إده.
وقام إلى جانب هؤلاء متمشرقون كثيرون، عنوا بالآداب العربية وغيرها من المشرقيات، حتى أنشئوا جمعيات سموها الأسيوية، فأفضلوا على لغة الضاد بإذاعة الكثير من كتبنا مصححة.
अज्ञात पृष्ठ