أرى أحدا بل طور سينا ويذبلا
أدق وأخفى بل أخف ثبيرها
إن أثر التقليد باد في شعر الرائد الأول، وإلا فما شأن ثبير، بل ما شأن طور سينا وأحد في جنب الجبل القاعد في أحشائه هذا الشاعر؟ والتقليد أيضا هو الذي حمل المطران على شن غارات عديدة على الأولين، ففي قصيدته «اللبنانية» وقد مرت أبيات متقطعة منها، يقول في الله:
إن تهجروني أجد في وصلكم طمعا
كالشمس ترجى وجنح الليل معتكر
فهذا المعنى أخذه أبو تمام عن مخنث، وها هو «سيدنا» يأخذه عن آخذه، ثم لا يتورع سيادته عن أن يقول مثل الصوفيين المتطرفين فيخاطب الله بلهجتهم:
كن في حيا، وإني فيك أنت أنا
كالشمس ليس لها في برجها كدر
أما توبيخ الرهبان ووعظهم وإرشادهم فشائع في ديوانه الضخم، وهو لا يحرم اليهود من التقريع فيقول:
دع اليهود فلا ينفك مكرهم
अज्ञात पृष्ठ