فقل لي يا خليلي كيف أنت
وكان له صوت جرش، ولسانه غير فصيح لا تفهم كلامه إلا بصعوبة، وهو مولع بفن الموسيقى وصوته لا يطابق النغمات، وكان معنا أحد التلامذة له صوت جميل، كان الشيخ يغني أمامه بعض تواشيح يتعلمها.
2
ويخبرنا شاكر أيضا أنه أسس مدرسة لما أيس من الوظيفة، ثم تركها عندما وفق إلى عمل، ألا يدلنا هذا على أن مهنة التعليم كانت - كما هي اليوم - عمل من ليس له عمل!
ويحدثنا عن الخوري موسى الذي علمه الهجو، ويقول: «إن الخوري موسى آية في الفصاحة والعلوم والعفة والاستقامة، ولكنه مصاب بداء البخل فكان يجمع كثيرا ولا يصرف شيئا. ما أضاف أحدا بزمانه إلا لغاية أو لخدمة أو لجر مغنم.»
ووقعت العداوة بين الخوري موسى والدكتور بسبب امرأة فقيرة عالجها هو، وكتب إلى الخوري موسى «لإعطائها كم رطل من الطحين، فمزق الخوري الورقة، ولم يعطها شيئا»؛ فاشتد الخصام بينهما فصار الخوري موسى يشيع أن الدكتور: «كافر بلا دين»، فكتب شاكر «قانون إيمان» جديد هذا هو:
أؤمن بخوري واحد ضابط كل وقف الموارنة، ما يرى ولا يرى، وبشماس واحد ابنه الوحيد، لا ينقص ولا يزيد في بيع، ونؤمن بطانيوس بو ناضر المنبثق من الخوري والشماس، وبكنيسة واحدة بسكنتاوية، وبخوري واحد يبقى لدهر الداهرين، ليكفر الأحياء والأموات آمين.
ثم قال في المحترم شعرا، كان باكورة الهجاء:
لا تعجبوا أن رأيتم بعض طائفة
في البخل قد شهروا سرا وإعلانا
अज्ञात पृष्ठ