خدان يانعان تخضبهما حمرة كحمرة الورد في أول عهده، وتتموج على صقالتهما عروق زهرية مخمرة كخطوط الفجر في الشفق قبيل بزوغ الغزالة.
إذا تصفحت قسماته قسمة قسمة فزويت عينيه عن جبينه وفمه عن أنفه وخديه عن ذقنه، ثم حصرت بصرك في كل صورة من هذه الصور على حدة؛ وقعت على وجه صدفت عنه القوة تحت تأثير الحسن. أما إذا نظرت إليه دفعة واحدة فأعلقت عينيك بجملة وجهه فإنك لترى البأس والنشاط مجسمين في هيكله.
هيكل من هياكل العمالقة، ليس من الناس في كسروان إلا من يلحظه إعجابا، وبعضهم يلحظه حبا، فهو زعيم للطبقة الوسطى، تستن بسننه، ويلوي الطرب أعناقها لدى ذكره. نطقه الإخلاص بفاضل ذيله، وحفزه خلق أبي، فهو ينزل نفسه على إقالة الضعيف عثرته في كل حين ولو كان حزبا عليه.
شخص إلى النيابة في الدورة الأخيرة 1929 فلم يأنس بكرسيها على ما بذل من الجهود والليالي في سبيله، ولقد وقف به الكرسي عند صوت واحد يزعم البعض أنه ذهب ضحية تلاعب سياسي غمض حتى عن أوهام الكهان.
إن الشيخ «فريد الخازن» ذروة أهل العمل في نظر الكثيرين من الكسروانيين، فقد لا يتم مشروع في كسروان إلا ويكون لولبه ومحوره.
الدكتور أيوب ثابت
أعصاب مشنجة التف بعضها ببعض، فعملت رجلا هو الدكتور «أيوب ثابت».
وجه نحاسي رشح له ببلالة من التصوف، ورقمت عليه هذه الآية:
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .
عينان غلب الذكاء على رقتهما فإذا هما موقدان ملتهبان.
अज्ञात पृष्ठ