غَيره فَلَمَّا وقف الشّعبِيّ على مَا تَضَمَّنت الرقعة خلع عقله واستطار لبه وَأظْهر بلهًا ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا كَبرت فِي عَيْنَيْهِ لِأَنَّهُ لم يَرك وَلَو رآك لاستحقرني فَقَالَ لَهُ أَحْسَنت يَا شعبي وَلَكِن أَتَدْرِي مَا أَرَادَ بِمَا كتب قلت لَا قَالَ حسدني عَلَيْك فَأَرَادَ أَن يغريني ويحملني على قَتلك
وَجَاء فِي أَخْبَار بَغْدَاد أَن جرير بن إِسْمَاعِيل البَجلِيّ بَعثه الْمَنْصُور برسالة إِلَى سُلَيْمَان بن عَليّ وَهُوَ بِالْبَصْرَةِ قَالَ فَأَجَازَهُ بِثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ لَهُ جرير أعز الله الْأَمِير تجيزني بِهَذَا مَعَ طول الشقة وَتحمل الْمَشَقَّة قَالَ لَهُ سُلَيْمَان هِيَ جَائِزَة عمك خَالِد إيَّايَ حِين أَتَيْته برسالة من هِشَام قَالَ جرير إِن أقرّ الْأَمِير ان بني هَاشم بجيلة قبلت الثَّلَاثَة فَضَحِك وَأمر لي بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم
قَالَ الشَّاعِر فِي مدح رَسُوله
(أَقُول لأيمنٍ وَمضى رَسُولا ... مَعَ الْيمن السَّعَادَة والنجاح)
(وأيمن حَيْثُ أم أَتَى بنجحٍ ... وقابله من الْأَمر الْفَلاح)
(وَمَا كذب الرَّجَاء لَهُ غدوٌ ... حميدٌ فِي الْأُمُور وَلَا رواح)
1 / 85