حدث الداكني قَالَ كنت جَالِسا عِنْد الْحسن بن سهل وَعِنْده رَسُول ملك الخزر وَهُوَ يحدث عَن أختٍ للْملك يُقَال لَهَا خاتون قَالَ أصابتنا سنة احتدم شواظها علينا بحرارة المصائب وصنوف الْآفَات والنوائب فَفَزعَ النَّاس إِلَى الْملك فَلم يدر مَا يُجِيبهُمْ فَقَالَت لَهُ خاتون أَيهَا الْملك إِن خوف الله خلق لَا يخلق جديده وَسبب لَا يمتهن عزيزه وَهُوَ دَلِيل الْملك على استصلاح مَمْلَكَته وزاجره عَن استفاسادها وَقد رغب إِلَيْك رعيتك بِفضل الْعَجز عَن الالتجاء إِلَى من لَا تزيده الْإِسَاءَة إِلَى خلقه عزا وَلَا ينقصهُ الْعود بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِم ملكا وَمَا أحد أولى بِحِفْظ الْوَصِيَّة من الْمُوصي وَلَا بركوب الدّلَالَة من الدَّال وَلَا بِحسن الرِّعَايَة من الرَّاعِي وَلم تزل فِي نعْمَة لَا تغيرها نقمة وَفِي رضى لم تكدره سخطَة إِلَى أَن جرى الْقدر بِمَا عمي عَنهُ الْبَصَر وَذهل عَنهُ الحذر فسلب الْمَوْهُوب والسالب هُوَ الْوَاهِب فعد إِلَيْهِ بشكر النِّعْمَة وعذ بِهِ من فظيع النقمَة وَلَا تنسه ينْسك وَلَا تجْعَل الْحيَاء من التذلل للمعز المذل شركا بَيْنك وَبَين رعيتك فتستحق مَذْمُوم الْعَاقِبَة وَلَكِن مرهم ونفسك بِصَرْف الْقُلُوب إِلَى الْإِقْرَار بكنه
1 / 66