रूम
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
शैलियों
450-518
مرقيانوس (450-457)
وتوفي ثيودوسيوس في الثامن والعشرين من تموز سنة 450 ولم يترك ولدا ذكرا، فانتهى بوفاته حكم الأسرة الثيودوسية، وأوصى قبل وفاته بأن يخلفه مرقيانوس أحد قادة جيشه، وتزوجت بلشيرية أخت ثيودوسيوس من مرقيانوس هذا ولكن زواجا سميا، فقد اشترطت أن تبقى عذراء وأن تقتصر زيجتها على المشاركة في إدارة الإمبراطورية. وهكذا أصبح الإمبراطور الجديد صهر الأسرة المالكة، وكان رجلا حازما عادلا يتمتع بتأييد الجيش، فوفقت فيه رومة الجديدة إلى حاكم مناسب.
وأعلن مرقيانوس انتهاء الظلم والفوضى بإعدام خريسافيوس الخصي، ثم منع بيع المناصب، وتنازل عن الأموال المتأخرة للدولة، وحول المبالغ التي كانت تنفق على الألعاب السنوية إلى ترميم الأقنية وجر المياه، وأسعفه الحظ بأن توفي زينون زعيم الإسوريين، وكان هؤلاء قد عاثوا في البلاد فسادا منذ السنة 441 فسكنوا بموت زعيمهم واستتب الأمن في آسية الصغرى، وضرب مرقيانوس مناذرة الحيرة أحلاف الساسانيين ضربة قاضية، فنعمت سورية بالراحة والطمأنينة، وسار هذه السيرة في مصر فوقف هجمات أهل النوبة ودفع شرهم.
وفي فلسطين وسورية ولبنان اعتنق عدد من الرهبان بدعة ديوسقوروس، وهاجوا وماجوا؛ احتجاجا على مقررات مجمع خلقيدونية، فعمد مرقيانوس إلى إخضاعهم بالقوة المسلحة، وكذلك وافقه الحظ بأن توفي أتيلا زعيم الهون، فتمكن مرقيانوس من استبقاء المال الذي كان يدفع سنويا لهؤلاء.
لاوون الأول (457-474)
وتوفيت بلشيرية في السنة 453، وتبعها مرقيانوس في السنة 457 ولم يكن لهما وارث، فاتجهت الأنظار إلى قائد الجيش الأعلى أسبار، على أنه لم يكن باستطاعته أن يتبوأ العرش؛ لأنه كان آلانيا آريوسيا، فوقع الاختيار على وكيل خرجه لاوون، فتربع على عرش القسطنطينية. وكان لاوون إداريا قديرا وسياسيا محنكا، فاصطنع منافسا ينافس أسبار هو زينون الإسوري، وذلك بأن أنشأ حرسا إمبراطوريا من الإسوريين الجبليين الأشداء، وأتي بزعيمهم وأزوجه من بنته أرياذنة (467)، وبطش زينون ورجاله البسلاء بأسبار وحرسه (471)، فنجت بذلك رومة الجديدة من حكم البرابرة.
ونشب خلاف بين لاوون وبين فيروز ملك الفرس حول مصير دويلة مسيحية على شاطئ البحر الأسود بين الإمبراطورية الرومانية وبين القوقاس، هي إمارة «لازقة» خلقيس القديمة، ولكنه خلاف لم يؤد إلى حرب أو قتال، وكان أهم منه تدفق القوط الشرقيين على إيليرية واحتلالهم ديراتزو، فعاد لاوون يدفع الإعانة المالية السنوية إلى القوط وهدأت الحال (459). وجعل ملك القوط ابنه ثيودوريك رهينة في القسطنطينية، غير أن هؤلاء القوط الشرقيين ما عتموا أن استأنفوا الغزو في السنة 467، متعاونين هذه المرة مع الهون، ثم أسرع الشقاق إلى صفوفهم، فأعلنوها فيما بينهم حربا شعواء أدت إلى إضعاف الطرفين.
زينون (474-491)
وتوفي لاوون الأول في السنة 474، فتولى العرش بعده حفيده لاوون الثاني ابن بنته أرياذنة، وكان لا يزال في السادسة من عمره، فأشرك الولد والده زينون الإسوري في الحكم، وتوفي بعد بضعة أشهر، فعظم أمر الإسوريين في الدولة وتسنموا أعلى الوظائف وأكبرها، وما برحوا كذلك حتى انتهاء عهد زينون.
अज्ञात पृष्ठ