288

Rules of Preferencing Related to Texts According to Ibn Ashur in His Exegesis Al-Tahrir wa Al-Tanwir

قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

प्रकाशक

دار التدمرية

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

प्रकाशक स्थान

الرياض - المملكة العربية السعودية

शैलियों

على الآية (١). أما القرطبي فقد ساق تلك الأقوال ولم يرجح (٢).
حجة أصحاب القول الأول الذين يرون أن معنى منفكين أي منتهين عن كفرهم:
قال الرازي: " ثم إنه تعالى لم يذكر أنهم منفكون عن ماذا لكنه معلوم، إذ المراد هو الكفر الذي كانوا عليه، فصار التقدير: لم يكن الذين كفروا منفكين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة التي هي الرسول" (٣).
حجة أصحاب القول الثاني الذين يرون أن معنى منفكين أي تاركين صفة محمد ﷺ في كتابهم:
هذا القول رجحه الطبري، ولم يذكر وجهًا لترجيحه.
قال القشيري: " وفيه بعد؛ لأن الظاهر من قوله: ﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ﴾ أن هذا الرسول محمد ﷺ. فيبعد أن يقال: لم يكن الذين كفروا بمحمد ﷺ منفكين حتى يأتيهم محمد، إلا أن يقال: أراد: لم يكن الذين كفروا الآن بمحمد - وإن كانوا من قبل معظمين له، بمنتهين عن هذا الكفر، إلى أن يبعث الله محمدا إليهم ويبين لهم الآيات، فحينئذ يؤمن قوم " (٤).
وكذلك ردّه شيخ الإسلام بقوله: " فليس في اللفظ ما يدل على أن الانفكاك عن أمر محمد خاصة، وأيضًا هذا المعنى مذكور في قوله: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ

(١) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج، ص، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٨، ص ٤٩٥، وأضواء البيان / الشنقيطي، ص ١٩٨٢.
(٢) الجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٢٠، ص ١٤٠ - ١٤١.
(٣) التفسير الكبير / الرازي، ج ١١، ص ٢٣٧.
(٤) لم أقف على هذه العبارة في لطائف الإشارات ونقلته من تفسير القرطبي، ج ٢٠، ص ١٤١.

1 / 293