महात्मा गांधी की महान आत्मा

अब्बास महमूद अल-अक्काद d. 1383 AH
59

महात्मा गांधी की महान आत्मा

روح عظيم المهاتما غاندي

शैलियों

ولكن الدنيا كانت خليقة ألا تعرفه على الإطلاق من جراء المرأة، أو كانت خليقة أن تعرفه في صورة أخرى أبعد ما تكون عن صورة القداسة: صورة زير نساء، أو فتى من فتيان الأندية والسهرات.

فإن القديس لم يولد قديسا، وتلك مفخرة من مفاخره؛ لأن قداسته كلفته شيئا عسيرا من مغالبة نزعاته، ولم يجدها حين أرادها سهلة ميسرة على طرف الثمام.

كان للمرأة هوى شديد في نفسه.

وكان لا يطيق الابتعاد عن زوجه في السنين الأولى من اقترانه بها، فكان مرض أبيه - على إعزازه لأبيه - لا يحول بينه وبين الإسراع إلى مخدعها كلما سنحت له الفرصة من غفوة المريض أو استغنائه عن ملازمته، وخرج مرة من حجرة المريض على عادته، فجاءه النبأ بعد هنيهة بأن أباه قد مات.

وظل حياته كلها يقرع نفسه على هذا العقوق، أو هذا التهافت على الشهوات.

وهم أربع مرات أو خمسا بمقاربة نساء غير زوجه، ولكنه لم يسترسل في نزواته هذه لمصادفات عاقته، كما قال في ترجمة حياته، ولعله من تواضعه يحيل الأمر إلى المصادفة ولا يحيله إلى قوة العفة في طبعه.

وغاندي - ولا شك - مثل من أندر الأمثلة على قوة المناعة التي يكسبها الإنسان من التربية الدينية والنشأة المنزلية في مقاومة الشهوات الجنسية وغيرها.

وربما أعانته على ذلك طبيعة فيه عرف بها في جميع أطوار حياته من صباه إلى شيخوخته، فإنه خلق مطبوعا على الحب الشامل الذي لا يميز أحدا عن أحد، ولم يخلق لاختصاص أحد بحبه وهواه، من الرجال أو النساء، فلم يكن له صديق واحد منفرد بحبه وتمييزه، وكتب هو في ترجمة حياته فانتقد هذا النوع من الأثرة بالصداقة، وقال عنه: إنه لا يؤدي إلى خير.

ومع هذا كان في هذا الرجل فتنة خاصة لبعض النساء، فكن يهجرن الدنيا ليلتحقن به في صومعته ويعشن إلى جانبه عيشة الفاقة والشظف.

لا جرم أن الرجل القوي يظل فتنة للمرأة ولو كانت قوته في ترك المرأة.

अज्ञात पृष्ठ