रोकंबोल
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
शैलियों
بينما كان أندريا وروكامبول في اختلائهما، كانت مدام ألفونس وهي تلك الفتاة الحسناء التي استحضرتها باكارا لإعداد الليلة الراقصة في منزلها، قد قدمت إلى باكارا، وقالت لها: إن الحفلة أعدت ووزعت أوراق الدعوة، وقد أتيت الآن كي تخبريني بما ينبغي أن أفعل.
فلفقت لها باكارا حديثا طويلا خلاصته أن هذا المركيز متنكر، وأنه حين كان في شكله القديم كان من ألد أعداء الكونت الروسي، وأنه لص سفاك، وأنه لم يتنكر إلا بغية قتل الكونت وقتلي. - وماذا تريدين أن أصنع به؟ - إننا لا نزال في ريبة من أمره ولا نستطيع معرفته إلا إذا تمكنا من الكشف على صدره، فإذا كان صدره سليما لا أثر فيه للجراح كنا مخطئين بسوء ظننا به، وإذا كان في صدره أثر جرح حديث كان هو ذاك اللص السفاك، فبتنا منه على حذر وقبضت المائة ألف فرنك التي وعدك بها الكونت في كل حال. - سأفعل ما ترين، وغدا يرد إليك مني كتاب. ثم ودعتها وذهبت فلبثت باكارا في منزلها وهي واثقة من الظفر وحمل هذا الشقي على الإقرار.
57
وفي اليوم التالي أرسلت مدام ألفونس إلى باكارا تقول فيها أن المركيز، أي روكامبول، تمادى في السكر تلك الليلة وهو لا يزال نائما عندها، وأنها كشفت عن صدره فرأت أثر جرح كبير في الجهة اليمنى من صدره، وأن هذا الجرح حديث، ثم اغتنمت فرصة سكره فوضعت على منديلها مادة روحية دلكت به يده، فظهر أن لون بشرته ناصع البياض، وأن لونه الأسمر لم يكن غير دهان، ثم ختمت كتابها بسؤالها عما يجب أن تصنعه.
ولما وقفت باكارا على هذه الرسالة فرحت فرحا لا يوصف لصدق ظنونها، وخرجت مسرعة إلى الكونت أرتوف، فأطلعته على الرسالة وقالت له: يجب الإسراع قبل فوات الأوان. - ماذا تريدين أن أفعل؟ - نبدأ وندعو إلينا مدام ألفونس.
فوافقها الكونت ودعوها، فلما أتت قصت عليهما جميع ما كتبته بالتفصيل.
فقالت لها باكارا: والآن ألا يزال في منزلك؟ - قد ذهبت منه منذ ساعة، ولكنه عاهدني على الرجوع في هذه الليلة. - هل بعت منزلك خارج باريس؟ - كلا، فهو لا يزال لي. - إذن، اكتبي لهذا المركيز كي يوافيك إليه في هذه الليلة، وأخبريه أنك ما فعلت ذلك إلا لخوفك من عشيقك لشدة غيرته عليك.
وامتثلت مدام ألفونس وكتبت الرسالة بشكل لا يوجس منه روكامبول أقل ريب، ثم ختمتها وأرسلتها إليه، فقالت لها باكارا: اذهبي الآن إلى منزلك خارج باريس وسأوافيك إليه بعد ساعة مع الكونت، فأتنكر أنا بصفة الخادمات ويتنكر الكونت بزي سائقي المركبات، ومتى اجتمعنا أخبرك بما يجب أن نصنع. •••
ولنعد الآن إلى روكامبول، فإنه بعدما افترق عنه أندريا ذهب لمقابلة الربان، فقيل له إنه لم يعد فأقام ينتظره مدة طويلة حتى عاد ، فتعارفا وجعل الربان يعتذر عن تأخره عن الموعد المعين، وافتتح اعتذاره بقوله إنه يوجد اثنان أخلص لهما أشد الإخلاص، وهما السير فيليام والرجل الذي أعاقني عن موافاتك اليوم، أما هذا الرجل فإن قصتي معه غريبة تشبه الحكايات الموضوعة، فأصغ إلي أقصها عليك.
وأصغى إليه روكامبول وهو يرجو أن يستفيد من حكايته، فقال الربان: كنت في السنة الماضية في أمستردام، وقد شحنت سفينتي بضائع إلى الهند، وكان معي في السفينة فتاة بورتغالية أحببتها وأحبتني حبا ليس بعده حب، ولما كنا في أمستردام أنزلتها إلى المدينة وأقمتها في أجمل فندق إلى أن يتم شحن السفينة.
अज्ञात पृष्ठ