251

रोकंबोल

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

शैलियों

فالتفت الرئيس إلى أحد أعضاء الشركة وقال له: إن هذه الأرملة التي نذكرها محتاجة إلى رجل يدير منزلها ويكون لها وكيلا في أعمالها، فاذهب إليها واعرض عليها خدمتك.

فأحنى الرجل رأسه إشارة الامتثال، فقال له الرئيس: إنك كنت بالأمس مستخدما في قصر الدوق مايلي الشيخ وطردت منه؟ - بل إني دعوته إلى طردي امتثالا لأوامركم. - هو ذاك ولكنك نسيت أن ترد الدوق مفتاحا كان ائتمنك عليه، وهو مفتاح حديقة بيت الأرملة، ولا بد أن تكون قد عرفت عوائد الدوق، وكيف ينفق وقته في مدة خدمتك له. - أجل، لقد خبرته خبرة تامة، شأني في معرفة جميع من أخدمهم.

فأبدى الرئيس علامة الرضى وقال له: إنك تذهب في الغد إلى صانع أقفال فتصنع مفتاحا آخر مثل المفتاح القديم وترده إلى الدوق، وتبقي المفتاح الآخر معك فتدفعه إلى هذا.

وأشار بيده إلى أحد أعضاء الجمعية.

ولما فرغ من ذلك قال للحضور: إنكم الآن قد عرفتم بعضكم بعضا، فانصرفوا إلى شئونكم وستردكم التعليمات إلى منازلكم.

ثم فض الجلسة وتفرق الحاضرون، فلم يبق في الغرفة إلا الرئيس الصغير، وعند ذلك سمع طرقا على باب سري؛ فدنا من الباب وأجاب: ادخل أيها السيد فقد انصرف الجميع.

ففتح الباب وظهر منه أندريا وهو يقول بلهجة الساخر: لقد أعجبني منك يا روكامبول أنك ترأس الجلسات كما يرأسها القضاة.

أما روكامبول الذي يظهر الآن بمظاهر السيادة فما هو إلا روكامبول الذي عرفه القراء في آخر رواية الإرث الخفي، أي ابن الأرملة فيبار الذي أطلع أرمان على دسيسة أندريا حينما كان يريد اغتصاب عروسه، وقد سافر بعد هذه الحوادث مع أندريا إلى نيويورك، فتبناه أندريا وأحسن إليه لما توسم فيه من الذكاء، ثم جعل يدربه ويعلمه أسرار مهنته إلى أن نبغ فيها، ولما رجع من نيويورك إلى باريس صحبه معه وجعل يشاركه في كل إثم وزور، حتى ألف أخيرا هذه العصابة التي تقدم ذكرها، فعينه رئيسا بالظاهر عليها وبقي هو الرئيس الحقيقي.

فلما دخل أندريا عليه حاول أن يخبره بما كان من أمر العصابة، فقاطعه: لا حاجة لي بذلك فقد سمعت كل شيء، بل إني في حاجة إلى الطعام فأعد لي أفخره؛ لأني لم أبتلع شيئا منذ الصباح. - إذن، لندخل إلى البيت حيث تجد فيه جميع ما نشتهيه.

ثم دخل الاثنان يتأبط كل منهم ذراع الآخر، وأندريا يقول: سترى أيها الأخ العزيز كيف يكون الانتقام.

अज्ञात पृष्ठ