रोकंबोल
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
शैलियों
أما ذلك الشيخ الذي جاء يخبره عن نزاع أبيه، فإنه مشى في إثره، وفيما هو يجيل نظره في الحاضرين إذ لاحت منه التفاتة إلى أرمان، فرجع إلى الوراء منذهلا وقال: إلهي! ماذا أرى؟ إن هذه حقيقة رسم الكولونيل أرمان دي كركاز! •••
أما الكونت فيليبون والد أندريا، فقد كان منذ ساعة مضطجعا على فراش الآلام، وبالقرب منه خادم كهل قوي الأعصاب يهيئ له دواء.
فكان الكونت يقول لذلك الكهل: إني سأموت يا بستيان، ولم يعد لي بالحياة أقل مطمع، فهل شفيت غلك من الانتقام؟ إنك بدلا من أن تقودني إلى المشنقة، وكان ذلك ميسورا لك ولم يزل بوسعك، آثرت أن تكون دائما بقربي لأذكر بمرآك سابق أيامي، فكنت تجلني بلسانك وتحتقرني بقلبك، وتدعوني بمولاك وأنا لا أشعر بعذاب أشد هولا من هذه الكلمة. ألم يرتو غلك إلى الآن؟ ألم يحن لك يا بستيان أن تعفو عن ذنبي الذي عوقبت فيه على الأرض، وسأجزى عنه في السماء؟
فقال بستيان: كلا يا مولاي، إن صوت ذلك الكولونيل لا يزال يصيح بك: «أيها التعيس، لماذا تزوجت بامرأتي؟» - ماذا تريد مني أيضا؟ فإنك تراني أموت وليس بقربي أحد، حتى ولا ولدي. - أريد أن أنتقم لتلك المرأة الفاضلة التي ماتت دون أن تتزود من وداع ولدها. أريد أن تموت أيضا كما ماتت دون أن تنظر ولدك.
فاجتهد فيليبون أن ينهض من فراشه وهو يقول: ولدي ... أريد أن أرى ولدي.
ولكن الضعف كان يمنعه، فلم يستطع حراكا.
فأجابه بستيان: إن ولدك متبع أثرك، وهو مثلك فاسد الأخلاق بذيء الطباع، يرتكب كل منكر ومحرم، ولكنه ولدك، ويسرك فيما أظن أن تنظر إليه النظرة الأخيرة قبل الموت.
فانهالت دموع الحنان من عيني فيليبون، وقال: ولدي ... دعني أنظر ولدي. - إنك لن تراه أبدا، فهو غائب عن القصر، ولا أحد يعلم أين هو سواي، فلا تطمع بمرآه. - بستيان، أليس بقلبك رحمة؟ - لا تذكر الرحمة، أو قل أين كان قلبك عندما قتلت الكولونيل وابنه وامرأته؟
فتنهد فيليبون تنهد مجرم أجبر على الإقرار، وقال: نعم، إني قتلت أرمان دي كركاز بالرصاص، وقتلت امرأته التي صارت امرأتي من بعده بالحزن وسوء المعاملة، أما ابنه ... - أتنكر أيها الخائن أنك ألقيته عن سطح المنزل إلى البحر؟ - لا أنكر، ولكنه لم يمت. - كيف ذلك؟ ألم يمت؟ - كلا، فقد أنقذه الصيادون وذهبوا به إلى إنكلترا، وبعد أن ترعرع ذهب إلى إيطاليا، ومنهما عاد إلى فرنسا، وقد عرفت ذلك منذ ثمانية أيام. - أين هو الآن، وكيف عرفت ذلك؟
فانقطع صوت فيليبون وقد بلغت روحه التراقي، فدنا منه بستيان، وقال بصوت الآمر: قل كيف عرفت ذلك، وأين هو؟ - عندما خرجت المرة الأخيرة أتنزه، لقيت وأنا في المركبة، شابا يبلغ الثلاثين من العمر يمشي على مهل، وكانت المركبة تسير بي سيرا بطيئا، فتبينت وجه ذلك الشاب، فرأيته يشبه أرمان دي كركاز شبها تاما ضاع له رشدي، فتبعته وبحثت عنه، فعلمت أنه نقاش، لا يعلم من أمر مولده سوى أن الصيادين أنقذوه من الأمواج، وأنه كان يدعى أرمان.
अज्ञात पृष्ठ