रोकंबोल
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
शैलियों
أكتب إليك هذا الكتاب من ميونخ، وأنا في شر حال وقد اجتمع الأطباء حول سريري يتشاورون في أمري.
إن هؤلاء الأطباء الذين أنارهم العلم لم يتفقوا على مرضي، ولكنهم اتفقوا على موتي فرأى بعضهم أني أعيش أيضا ثلاثة أشهر، وارتأى آخرون أني أموت بعد أسبوعين.
إني كنت مطبقة عيني حين قضوا علي هذا القضاء المبرم فحسبوني مغميا علي، ولكني كنت أسمع ما كانوا يقولون فذعرت يا ابنتي ذعرا شديدا حين سمعت بأذني القضاء علي بالموت، إلا أني لم أخش الموت حبا بالحياة فقد طالما ناديت رسوله، ولكني خشيته لأنه سيكون السبب في التفريق بيني وبينك.
إنك لا تزالين طفلة حين أكتب هذا الكتاب يا أورور، فإن قدر لك أن تفتحيه بعد موتي؛ أي بعد أن تفصل بيننا هوة الأبد.
إني لا أعلم ما يكون مصيرك بعدي، فإما أن تكوني ابنة قلبي وأحشائي أو تكوني ابنة الأحشاء فإني أكون بعيدة عنك، ولكن عيني بنيامين الوفي المخلص الأمين ستنظران إليك، وهو الذي يعلم حقيقة مصيرك.
إن أباك يا ابنتي الحبيبة مذنب عظيم، بل أجسر على القول إنه من أهل الجرائم، فهل تكونين ابنتي أو ابنته؟ وهل تمزج طباعه وأخلاقه الفاسدة في دمائك أم ترثين من أخلاقي؟ هذا هو الشك الهائل الذي لا يروعني سواه وأنا أنزل درجات القبر.
إنك حين تفتحين هذا الكتاب تكونين قد بلغت مبلغا من الصبا يعينك على درس أخلاق والدك، فإذا قدر لك أن تفتحيه فارثي لحال أمك واعلمي أنها ماتت موت الشهداء.
إن بيني وبين والدك الشفالييه دي مازير سرا هائلا يا ابنتي لا يخلق أن تعلميه وأنت لا تزالين في مقتبل الشباب، فإذا بلغت الثامنة عشرة من عمرك يدفع إليك بنيامين كتابي الثاني فتقفين على هذا السر وتعلمين ما يجب أن تصنعيه، ويعلم بنيامين أي الخلقين ورثت من والدك وأمك.
الوداع يا ابنتي، بل إلى اللقاء، فإني أحب أن أموت متزودة بهذا الأمل المعزي وهو أن نفوس الصالحين تلتقي في العالم الأخير.
أمك
अज्ञात पृष्ठ