165

रोकंबोल

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

शैलियों

أما لوسيان فإنه رد الدفتر والقلم، وقال للشفالييه: أشكرك يا سيدي كل الشكر. ثم مشى إلى جانبه وهما ساكتان مطرقان لا يتكلمان.

ومر بهما عدة دقائق وهما ساكتان إلى أن بدأ الشفالييه الحديث فقال: لقد تشرفت الآن فخدمتك خدمة رأيت أنها جليلة، فهل تريد أن أرشدك إلى طريقة تكافئني بها عن هذه الخدمة؟ - أكون لك من الشاكرين، ولكن بشرط ألا تدعوني إلى مصافحتك. - دون شك، فإن قتالنا غدا لا بد منه في كل حال. - إذن تكلم. - لا شيء يروعني يا سيدي الكونت مثل السكون والوحدة، ولا يزال لدينا نحو نصف مرحلة للوصول إلى القصر، فإذا شئت خففنا مشقة هذا السير بالمحادثة. - بأي أمر تريد أن نتحدث؟ - لا فرق عندي في ذلك، ولكن إن شئت تحدثنا عن الأب جيروم رئيس الدير.

فارتعش لوسيان ارتعاشا لم يخف على الشفالييه، فقال في نفسه، أرى أنني قد ظفرت به.

9

وعند ذلك بدأ الشفالييه الحديث فقال: إنك أيها الصديق دعوتني خائنا سافلا، فلم يبق سبيل لمنع قتالنا، غير أنه لما كانت العادة ألا يوضح المتبارزان شيئا في ساعة المبارزة فقد أخبرك الآن بما مضى. - إذن تكلم يا سيدي فإني مصغ إليك. - إنك عاملتنا معاملة الرفيع للوضيع أنا وابنة عمك والبارون بسبب ذلك الفلاح، فكبرت علي هذه المعاملة حتى حملني الغضب على القول إنك اقتبست حب الفلاحين من ترددك على الحداد. - أنت قلت هذا القول؟ - وهذا كل ما قلته، ولكن ابنة عمك تحب الاطلاع على كل أمر، فأرادت أن تعلم السبب في ترددك على داغوبير، فسألتني وسألت البارون، فقال لها البارون: إنك لا تذهب إلى دكان الحداد إلا بسبب قريبته الحسناء، وقد أشرت له بيدي وعيني إشارات مختلفة، ففهم إشاراتي ولكنه لم يمتنع عن التصريح، إما لحقده عليك وإما لكونه من أهل البلاهة.

فقال له لوسيان: وماذا أجابت ابنة عمي؟ - إنها أنكرت هذه الوشاية كل الإنكار وأقسمت أن ذلك لا يمكن أن يكون، وكنت أقول لها هذا القول، ولكن هذا البارون الأبله أبى إلا الإصرار على قوله حتى اتصل إلى مراهنة الكونتس على أنك مقيم الآن مع مدموازيل حنة، فاستاءت الكونتس ورضيت بالرهان، وطلبت إلي أن أصحبها مع البارون إلى دكان الحداد، فلم أجد بدا من الامتثال، وأنت تعرف بقية ما حدث. - أحقا إن الأمر جرى كما رويته؟ - هو ما قلته لك يا سيدي الكونت فلست من الكاذبين. - إذا كان الأمر كذلك فإني أعتذر عما بدر مني وأرجوك قبول عذري. - إذا كان للحب شهداء فللصداقة شهداء أيضا، ويسوءني أنك عاملتني تلك المعاملة الجافية، فقد كان بوسعي أن أسديك نصيحة.

فهاجت في صدر لوسيان عاطفة الكرم وقال له: إني قد اعتذرت إليك أيها الصديق عما بدر مني، والآن أمد يدي لمصافحتك إذا شئت. - إني شديد الحرص على صداقتك لما أعلمه من سلامة قلبك، فكيف أرفض اقتراحك. ثم مد إليه يده فصافحه وقال له وهو يبتسم: إن خصامنا لم يشهده أحد فلا نحتاج بعد الصلح إلى إظهار ما دعانا إليه لأحد. - لقد أصبت. - إذن لقد عدنا إلى صداقتنا القديمة. - دون شك. - إذن نتكلم بما تقتضيه الصداقة من الجلاء والإخلاص، فهل أنت حقيقة تعشق هذه الفتاة؟ - أنا مفتون بها. - ولكن ألا تعلم أيها الصديق أن هذا الحب يحول دون زواجك بالكونتس؟ ونعم إنها كتبت إليك كتابا دفعتها إليه الحدة، ولكن غضب النساء سريع الزوال. - سيان عندي الآن غضبها ورضاها، فإني لا أحبها ولن أحبها ولا أكون لها زوجا. - ما هذه الأقوال يا كونت؟ أبلغ حبك لتلك الفتاة هذا المبلغ فأضاع رشادك؟ - إذا كان في هذا الحب ضياع الرشاد، فأنا ضائع الرشد لأني سأتزوجها. - لا شك أنك مجنون. - بل إني عاقل لا أتقيد بالتقاليد، وغاية أمري أني أريد أن أكون سعيدا. - أنت الكونت دي مازير أقدم رجال النسب تتزوج قروية خاملة. - إن عرش الغرام لا يرقى إليه على سلم الأنساب، وكفى بصدق الغرام نسبا. - شأنك وما تريد، فأنت ولي نفسك، غير أنه يجدر بك أن تنوي هذه النية من قبل. - لماذا؟

فابتسم الشفالييه وقال: لأنك كنت نجوت من ذاك الماء الذي تدفق عليك من النافذة. - لقد أخطأت أيها الصديق، فإني لم أجازى هذا الجزاء إلا حين جاهرت بهذه النية.

فدهش الشفالييه وقال: ماذا أسمع؟ لا شك أني من الحالمين. - بل هي الحقيقة أرويها لك أيها الصديق كما اتفقت. - إذا كنت صرحت لهذا الحداد بنيتك وعزمك على الزواج بقريبته، فأي عذر انتحله للرفض؟ - يقول إن زواج الفتاة غير منوط به، بل بالأب جيروم. - إن كان كذلك فقد فهمت كل شيء. - قل ماذا فهمت؟ - فهمت أن هذا الراهب سيصر على رفض هذا الزواج أكثر من إصرار داغوبير.

فبهت لوسيان وقال: لماذا؟

अज्ञात पृष्ठ