रोकंबोल
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
शैलियों
فأخبرهما بجلية الأمر، وأن الفتاتين على خطر إذا لم يسرعا لإنقاذهما في تلك الساعة، وأقسم له الكونت أن يعطيه ما طلبه، فسار الفتى بين أيديهما إلى بوجيفال حتى أوصلهما إلى غرفة سريز حيث رأياهما داخلين على غرفة ذلك الشيخ الفاسد، وحيث قالت سريز لأرمان: أسرع وأنقذ حنة.
وأخذ الغلام بيد أرمان وقال له: تعال يا مولاي فأنا أدلك على مكانهما.
ثم سار به مسرعا إلى غرفتهما، فسمع صوت أندريا يخاطبها: أحبك يا حنة وستكونين لي. - أما أنا فلا أحبك.
ثم استنار فكرها بغتة وقالت: إنك لست الكونت، فإن الرجل الشريف لا يفعل هذا.
ورأى أندريا أن اللين لا يفيد معها، فانتفض في مكانه وتطاير بريق الغضب من عينيه، وقال: نعم، إني لست الكونت، بل أنا أندريا المغضوب عليه، وأخو الذي تحبينه، وأكرهه كما يكره الملاك الشيطان، ولا بد من أخذك بالرغم عنه.
ثم هجم عليها وطوقها بذراعيه، وقبل شفتيها تلك القبلة الفاسدة التي يرتعش لها جسم كل امرأة شريفة، وقال لها: إنك في قبضة يدي وهيهات لأرمان أن ينقذك مني.
ولم يتم كلامه حتى سقط الباب مكسورا، ودخل أرمان كالصاعقة وقال: بل يخلصها منك بالرغم عنك، فاركع واستغفر الله فقد قربت ساعة مماتك.
فاصفر وجه أندريا وخانته شجاعته لدى الموت، فسقط راكعا على ركبتيه، والتفت أرمان إلى حبيبته وسألها: إن هذا الرجل قد أهانك فهو يستحق الموت، ولكنه أخي من أمي، فماذا تريدين أن أصنع به؟ - اعف عنه بالله.
فرفع أرمان غدارته من جبهة أندريا، وقال له: إني أعفو عنك الآن باسم تلك الوالدة، وباسم مرتا التي كنت السبب في هلاكها، وباسم هذه الفتاة الطاهرة التي دنستها بشفتيك، فاذهب ملعونا من الله والناس، وعسى أن الله يشفق عليك يوما أنت يا من لم يشفق على أحد.
وبعد ثمانية أيام من هذه الحادثة أقيمت صلاة حافلة في كنيسة باريس، اقترن بها الكونت أرمان بحنة، وفرناند بهرمين، وليون بسريز، وكان إلى جانبهم على هيكل الكنيسة امرأة لابسة السواد تصلي وتبكي وهي بأثواب الراهبات، وقد أصبحت تدعى الأخت لويزا، وكانت من قبل تدعى باكارا.
अज्ञात पृष्ठ