201

============================================================

القوم لم يكولوا محتاجين الي ما به تمامية انفسهم ، ولما ارسل الله تعالبي آدم اليهم ، ولا جعله خليفة له فيهم، ولا اصطفاه من بينهم ، ولا اوجب له عليهم طاعة ، ولا رجوعا اليه فيما لم يكوتوا يعلمون، وانما كان قول الملاء المتسمين الملائكة، ( ونحن نسيح بجمدك وفقدس لك) تقديرا منهم انهم بالغون في التسبيح، والتقديس ، والتوحيد ، وان ما هم فيه كاف في باب العبادة ، ومعرفة الحدود ، فعلم الله تعالي من امرهم ما اوجبت رحمته اصطفاء آدم من بينهم ، وارساله اليهم بأن يجعله خليفة في تعليمهم ، ليدعوهم الي ما به تماميتهم من العمل ، والعلم جيعا ، المؤدي الي معرفة الحدود التي يصح فيها التوحيد ، ولذلك قال : اني اعلم ما لا تعلمون " ، لانه تعالي علم انهم ناقصون ، وان الجهل قد انتهي في القعل ، وان العمل قد آن ان يبدأ في الظهور ، وهم لم يعلموا ذلك فوجب في الحكمة اقامة رسم التعليم الذي هو سبب انبساط العلم، وكثرة اهله ، فاصطفي الله آدم فشرع ، وععلم كما قال الله تعالي : وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم علي الملائكة فقال انبثوني باسماء هؤلاء ان كثتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم قال يا آدم انبئهم باسمائم فلمئا انيأهم باسمائهم قال : الم اقل لكم في اعلم غيب السمااوات والارض ، الآية. فالقوم كانوا اغير عالمين ، ولكونهم كذلك جاءهم آدم معلما لهم .

الفصل الثاني والعشرون من الباب التاسع ونقول : وأما قوله وايجابه ان الخلق لم يكونوا اولا في دور القائم (صلعم) جهلون التوحيد . لو لم يكونوا جاهلين لم يمكنهم استنباطه الا من جهه المؤيدين ، مما فيه تمامية ذواتهم ، وصورهم ، لما اصطفي من

पृष्ठ 201