114

============================================================

افقها ، وهو الذي فيه بعض الظلمة ، والكدورة ، لوقوع الطبيعة في افقه وكذلك نقول ان للطبيعة طرفين ، طرف منها نحو النفس الجزئية ، وهو الذي فيه بعض النور لوقوعه في افق النفس ، والطرف الآخر بإزاء العمناصر، وهو الطلماني الكدر الذي لا نور فيه ، فبهذه الاقسام نقول : في النفس والطبيعة ، وظلمتها ، وتورها ، ولا نقول : ان ذلك العالم كله ، عالم التور لا ظلمة فيه ، وهذا العالم كله عالم ظلمة لا نور فيه ، لأنه لو كان ذلك كما وصفه ، ما كانت بينهما مجاورة ، ولا مزاوجة .

قال : فقد صح القول ان الهيولي الطلمانية متولدة من النفس ، وان كانت لا تشبهها ، كماان النفس متولدة من الاول ، وان كانت لا تشبهه واتما وقعت الهيولي ظلمانية لبعدها من العلة الاولي ، من اجل تولدها من النفس ، كذلك انما وقع النقصان في النفس من اجل انها ابعد من العلة الاولي اعني السابق هذا قوله .

ونقول ان صيغة ما قاله صاحب الاصلاح في كتابه ، غير ما اثيته صاحب النصرة ، فان فص قوله الذي هو جواب عن قول صاحب المحصول ان الثاني متولد من الاول ، وهو لا يشبهه هو انه قال : انا لا نقول هكذا، ولكثنا نقول ان الثاني متولد من الاول ، وهو لا يشبهه ، ونظير له ، وان كان الاول اعلي مرتبة ، واشرف منزلة ، مثل الذكر والانثي في جميع الاجناس والجواهر ، فان الذكر وان كان اعلي واشرف من الانشي فكل واحد منهما نظير لصاحبه وشبهه .

ثم نقول : ان التالي اشرف وأرفع من ان يكون سبيل معه كسبيله مع الأول ، لأن الأرل والثاني نظيران ، وهما معدن الشرف ، والتمام(1)، والرفعة، ولا شرف قوقها، والله جعلهما معدن الشرف التام ، والنور التام، 112

पृष्ठ 114