अभी तक लिखा नहीं गया उपन्यास
فرجينيا وولف … رواية لم تكتب بعد
शैलियों
كانت وولف تطمح إلى الوصول إلى طريقة أكثر شخصانية وأكثر دقة كذلك في التعامل مع الواقع روائيا. لم تكن بؤرة اهتمامها «الشيء» موضوع الرصد، ولكن «الطريقة التي يرصد بها الشيء» من قبل «الراصد». وقالت في هذا الأمر: «دعونا نرصد الذرات أثناء سقوطها فوق العقل بترتيب سقوطها نفسه، دعونا نتتبع التشكيل مهما كان مفككا وغير مترابط التكوين، سنجد أن كل مشهد وكل حدث سوف يصيب رمية في منطقة الوعي.»
قارن النقاد بين كتابات وولف وبين ما أنتجه فنانو المدرسة ما بعد الانطباعية
post-impressionism
في الفن التشكيلي من حيث التأكيد على التنظيم التجريدي لمنظور الرؤية من أجل اقتراح شبكة أوسع للدلالات والرؤى.
تعتبر وولف، إلى مدى أبعد من أي روائي آخر باستثناء جويس، أول من أنتج الرواية الإنجليزية الحديثة، التي نأت بشدة عن الشكل التقليدي المطمئن آنذاك منذ القرن التاسع عشر، بكل ما تحمله تلك الرواية من ملحمية البطولة، وفرط العاطفة، والإعلاء الأخلاقي المتزمت، وكذا رؤاها الجامدة المتجمدة الدوجمائية، ثم الهيكل الكلاسيكي الثابت؛ استهلال مباشر واضح، متن وذروة، ثم نهاية ختامية تبشيرية أو إصلاحية.
أضحت الرواية في يد وولف أكثر بريقا والتباسا وتوترا، موشاة بخيط رهيف من الفوضوية والتحرر والشعرية أيضا، كما أنها اهتمت بالأساس بالبشر المهمشين أو الذين يعانون من مشاكل نفسية ما. لم تحفل كثيرا بكتابة رواية تبشيرية أو إصلاحية، لكنها عمدت إلى إظهار كيف تنصهر الحياة في ألوانها الخاصة بكل ما فيها من تقاطعات اليومي البسيط والعميق الفلسفي. وبطبيعة الحال استمرت الرواية التقليدية تكتب منذ وبعد عصر فرجينيا وولف، لكنها بعد وولف لم تعد مطلقا كما كانت.
آمنت وولف بأن الرواية التي كتبت في عصرها وما قبله، ببنائها المحكم وزخم العاطفة والحماس بها، كانت تتصل بالعالم وبالبشر على نحو عبثي. وشبهت ذلك بقارب مليء بالمستعمرين والمبشرين الذين يغامرون باقتحام دغل متشابك وكثيف بقصد غزوه وإخضاعه. وتقول وولف عبر رواياتها إن العالم أشد ضخامة وتعقيدا وغير قابل للاختراق والإخضاع على أي نحو، وإن القيمة الجمالية الفنية هي الهدف الأوحد للقص؛ ولذا فإن أي كاتب يحاول أن يطهر الدغل من أشجار كرمه أو من نباتاته الشيطانية المتسلقة سوف يثير ذعر الضواري والوحوش ولن يسلم من غضبتها. كأنما يحاول أن يفرد طاولة للشاي أمام تلك الكواسر ثم يذهب في شرح البروتوكولات والتقاليد حول ما يجب وما لا يجب فعله من تقاليد المائدة. هذا ما يفعله الكاتب حين يكتب تلك النهايات السليمة والنافعة الطوباوية ذات الطابع الإصلاحي.
قدمت وولف شهادة للعالم، عبر كتاباتها، رصدت وسجلت فيها طرزه ونماذجه، لكنها لم تسع مطلقا إلى تقويمه أو إخضاعه ضمن أية منظومة خاصة، لأنها آمنت أن الكون ينتج نظامه الخاص بنفسه . من أجل هذه الرؤية الحداثية، اتهمت وولف دائما، من قبل الإصلاحيين، بأنها تكتب من أجل لا شيء.
الملمح الأساسي لعبقرية وولف، الظاهرة منذ بداية مشروعها الأدبي هو إصرارها على تأكيد مراوغة العالم بوصفه أوسع وأكثر تعقيدا من أن نضع اشتباكاته تحت بؤرة النقد من خلال أية حياة فردية. «جرب أن تدخل «وعي» إنسان؛ أي إنسان، وسوف تجد نفسك فورا منقادا إلى حيوات العشرات من البشر الآخرين الذين يكملون، ويتقاطعون مع، حياة هذا الإنسان، كل على نحو مختلف.»
فهمت وولف أن أية «شخصية» كتبت عنها، حتى الشخصيات الهامشية، كانت «تزور» روايتها من خلال «رواية» ذاتية تخص تلك الشخصية، وأن تلك الرواية غير المكتوبة تضم، إلى جانب مشروعها الرئيس، آلام وأقدار تلك الشخصية؛ هذه الأرملة، أو ذاك الطفل، أو تلك العجوز المسنة، أو حتى المرأة الشابة التي لم تظهر في رواية «الخروج في رحلة بحرية»
अज्ञात पृष्ठ