============================================================
الشكر على النعم احساس لذة واستراحة من الكلال كاستراحة النفس الظمآنة بالماء الزلال (و) خذ ايضا (شربة الحمد) فالحمد اعم من الشكر والشكر على بعض وجوهه داخل في الحمد والحمد مشتمل عليه كما تشتمل الشربة على الماء الزلال وزيادة حلويات ومطعومات تزيد بها اللذة على حرافة برد الماء الزلال فكان تشبيه الشكر بالماء الزلال احق والحمد بالشربة اخلق (ثم اجعلها) اي هذه الاجزاء بعد امتزاجها بهذه المائعات الجامعة (في زجاجة القلب) الذي هو في الأصل محل اجتماع تلك الاخلاق ومحفسظتها كما تحفظ المعاجين بالزجاج وجعل هذه الاخلاق في النفس والطبع يضاهي جعل الدواء في وعاء النحاس واخرابه مما يصدا فيفسد الدواء (واعجن هذا المعجون نيها) اي في زجاجة القلب كما تعجن المعاجين الحقيقية في الزجاج الحقيقي ثم اعلم ان المعجون اسم لمجموع ادوية كلها نافعة لامراض مختلفة تجمع لتؤكل لامراض شتى غير معينة حتى اذا اخطأ عمل بعضها لم يضر واصاب عمل الاخر فكان الشفاء حاصلا به لا محالة فهو دواء احتياطي وذلك المعجون يعجن (بأنملة المحبة) فان المحبة هي المحركة لهذه الاخلاق ومازجة بعضها ببعض كعمل الانامل في مزج المعاجين (واسترها) اي تلك الادوية حالة عجنها (بمنديل الانكسار) فانه ستر على الاعمال المذكورة اذ من انكسر خوفا وخضوعا وندمأ على ما فرط لا يظهر اعماله ورياضاته الشاقة ليفاخر ويرائي بها بل اشتغل بنفسه عن التباهي باعماله عند الناس فسترها بسبب انكساره عنهم كما يستر عنهم المعجون حالة عجنه بالمنديل عن الغبار ونظر الاغيار (وادفنها في شعير التفويض) للشعير كبير فائدة بين الادوية فإذا خمرت المعاجين به نفعت نفعا عزيزا وكذلك هذه الاعمال المذكورة اذا اشتمل عليها التفويض سلمت من الاعتماد فيها على النفس وكان لها النفع العظيم قال تعالى، لا تزكوا أنفسكم بل الله يزكي من يشاء، هو اعلم بكم اذ انشاكم من الارض فهويعلم ما تقتضيه تربتكم وطبيعتها واذ انتم أجنة في بطون امهاتكم فيعلم ما يطلبه مزاجكم بتشكله في الرحم فللتربة اثر في الاخلاق وللمزاج والشاكلة اثر آخر فيها، قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا، ثم اجعل الادوية المذكورة بعد دفتها في الشعير (في جو الصدر) الذي هو محل صدور الاعمان النفسانية كما يجعل المعجون في الشعير ثم يجعل تحت السماء ليكتسب خاصية أخرى من القاء أشعة النجوم فللصدر معاونة للقلب في اصلاح تلك الاعمال والاخلاق (اربعين صباحا) كما بجعل الدواء تحت السماء فان للاربعين من رتب الاعداد خواصا في امور كثيرة وقد ورد من اخلص لله اربعين يوما تفجرت ينابيع الحكمة
पृष्ठ 73