لعظيمتنا موالى، وحذار حذار أن تقرع سن الندم، ولات حين مندم، قبل أن تجمع ذنوبك، على ذنوبك (^١)، وكربك في كربك، فمن أبصر، أقصر، وما حرّف، من صديقه خوّف.
فلا تتبشَّعْ ممضَّ العتا … ب يلقاك يومًا بلقياه لاق (^٢)
فإنَّ الدواءَ حميدُ الفعالِ … وإن كان مرّا كريه المذاق
يا معتقل علم الشّعر، والمستقلّ بقلم النظم والنثر.
قد استحييتُ منك فلا تكلني … إلى شيءٍ سوى عذرٍ جميل (^٣)
وقد أنفذت ما حقّى عليه … قبيح الهجو أو شتم الرسولِ (^٤)
وذاك على انفرادك قوتُ يوم … إذا أنفقتَ إنفاقَ البخيل
وكيف وأنت علويُّ السَّجايا … وليس إلى اقتصادك من سبيل
وقد يقوى الفصيح فلا تقابل … ضعيف البرّ إلا بالقبول
وإنّ الوزن وهو أصحّ وزن … يقام صغاه بالحرف العليل (^٥)
فإنْ يكُ ما بعثتُ به قليلا … فلي حالٌ أقلُ من القليل
نجزته من كلام المعري.
والسلام عليك ما سبح الفلك، وسبّح الملك (^٦). ورحمة اللّه وبركاته.