इब्लिस की पत्रिका
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
शैलियों
ثم إن هؤلاء المجبرة إن أقروا به باللسان وحمدوا ظاهرا فقلوبهم منطوية على بغضه، لأنهم اتهموه حيث قالوا : لا يأمن أحد شره وإن عبده ألف سنة، لعله للنار خلقه وللكفر فطره ويسلبه في آخر عمره الإيمان ويدخله النيران. فإذا قالوا لعن الله من سرق وزنى وظلم وعتا، فإياه عنوا وعليه دعوا، لأن عندهم أن ذلك كله منه وهو الذي أوجده ثم يحتجون للعصاة بأنهم من جهته أتوا، ولو قدروا لأطاعوا ، وأنهم للعصيان خلقوا ، وأي ذنب لإبليس وهو منعه من السجود ؟ وأي ذنب لفرعون وهو خلق فيه : { أنا ربكم الأعلى } وكره منه " سبحان ربي الأعلى " ؟ وأي ذنب لنمرود وهو خلق فيه الكفر والعصيان ؟ وأي مدح لإبراهيم وهو خلق فيه الإيمان ؟ ثم كذبوا الرسل حيث جاؤوا يذكرونهم نعم الله وقالوا : لا نعمة لله عليهم لأنه خلقهم للكفر والنار.
وكذبوا الرسل أيضا حيث دعوهم إلى الإيمان ونهوهم عن الكفر والعصيان والقوم قالوا : قلوبنا غلف ولا نقدر على ذلك، والمجبرة تشهد لهم بالصدق ولأقوالهم بالحق ردا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم .
واحتجوا لإبليس بما لم يحتج به لنفسه، فإنه قال : {لا تلوموني ولوموا أنفسكم} حيث قبلتم مني ولم تقبلوا من خالقكم، وهم يقولون : لا تلوموني ولا تلوموا أنفسكم ولكن لوموا خالقكم حيث خلق في إبليس الكفر والوسوسة وخلق فيكم المعصية .
وقالوا : أنه تعالى يعذب بغير ذنب ويعاقب بغير جريمة .
ثم أضافوا إلى الرسل كل قبيح ووصفوهم بما لايليق بهم، تنفيرا عنهم وعن طريقتهم .
ثم دانوا ببغض أهل بيت نبيكم واعتقدوا موالاة أعدائهم.
पृष्ठ 95