इब्लिस की पत्रिका
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
शैलियों
حكاية
عقد شيخ من مشايخ المجبرة من الجن مجلسا وحضرته، فقرأ قارئ: { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } وقال قاص : المعنى بهذه الآية هم المعتزلة، لأنهم آمنوا بالله ثم أشركوا حيث جعلوا للعباد فعلا كما أثبتوا له فعلا، وأثبتوا لهم إرادة كما أثبتوا له إرادة. فقام معتزلي من غمار الناس فقال : كذبت! بل المعني بذلك المجبرة القدرية الذين كذبوا على الله ووصفوه بما لايليق به وأشركوا معه في صفاته ونقضوا جملة ما أقروا به. قلت له : ولم قلت ذلك؟ بين دعواك ببرهان. فالتفت إلي وقال : نعم! من وجوه جمة وضروب كثيرة، فإنهم ما أقروا بجملة إلا ونقضوها بالتفصيل، وما اعترفوا بأمر إلا أبطلوه عند التحصيل. فخذ إليك مسألة مسألة :
أولا: قالوا : أنه واحد ، ثم أثبتوا معه قدماء أشركوهم معه في القدم، فنقضوا الأول والتحقوا بالثنوية.
وقالوا: ليس له مثل وشبه، ثم قالوا له وجه ويد وجنب وساق، فنقضوا ما أسسوا .
وقالوا: لايشبهه شيء وليس له كيف، ثم قالوا يرى كما ترى المحدثات، ورووا أنه يرى كما يرى القمر ليلة البدر، وهل تشبيه أعظم من هذا ؟
وقالوا : أنه صادق، ثم قالوا كل كذب منه وأنه يجوز أن يخلف وعيده.
وقالوا : أنه حكيم، ثم قالوا كل سفه وقبيح فمن قبله ومن خلقه وإرادته وقضائه وقدره.
وقالوا : أنه عدل، ثم قالوا يعذب من غير ذنب ويأخذ واحدا بذنب آخر بل يخلق للنار ويعاقب من غير جرم ويعذب على ما خلقه فيهم وأراده منهم.
وقالوا : الطاعة واجبة والمعصية حرام، ثم قالوا لاجزاء على واحد منهما.
وقالوا : الوعد والوعيد حق، ثم قالوا يجوز أن يعذب البررة ويثيب الفجرة ويدخل الأنبياء النار والفراعنة دار القرار.
وقالوا : الأنبياء حجج الله ورسله، ثم قالوا يجوز عليهم الكذب والكبائر.
पृष्ठ 86