रिसाला इला अहल थुघ्र
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
अन्वेषक
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
प्रकाशक
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
संस्करण संख्या
١٤١٣هـ
प्रकाशक स्थान
المملكة العربية السعودية
शैलियों
दर्शनशास्त्र और धर्म
حمدًا١ نحوز فيه شرف طاعته، ونستمري٢ به جميل مواهبه، وصلى الله على محمد نبيه٣ الداعي إليه والسفير بيننا وبين الذي أيده الله ﷿ بآياته وقطع دواعي الشبه فيه لمعجزاته٤ حتى أنهج السبيل إليه، ونبه على ما في أفعاله من وجود الأدلة عليه بأوضح بيان وأظهر برهان.
حتى غاض٥ الباطل خاسئًا حسيرًا، وأضاء الحق غالبًا منصورًا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وعلا بالحجة٦ ﷺ ٧.
أما بعد: أيها الفقهاء والشيوخ من أهل الثغر٨ بباب الأبواب٩ حرسكم الله بسلطانه وأيدكم بنصره.
_________
١ لقد استهل الأشعري مصنفه بحمد الله كما رأينا سابقًا، وهنا أكد هذا الحمد مرة أخرى بقوله: "حمدًا"، وهو بهذا يقدم بين يدي رسالته أجمل الثناء والتمجيد لربه ﷿ ليطلب بذلك مدده وتوفيقه.
٢ أصل كلمة "نستمري" مرى - قال الكسائي: المري: الناقة التي تدر على من يمسح ضرعها، وقيل هي الناقة الكثيرة اللبن. انظر: لسان العرب ٢٠/١٤٤، ١٤٥. والأشعري بهذا التعبير يطلب جميل مواهب الله ونعمائه عطاء بعد عطاء، وإمداد بعد إمداد دون توقف أو انقطاع.
٣ في (ت) "سيد".
٤ في (ت) "بمعجزاته" والمعجزة: أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة مع تحديه قومه بها، ومع عجز قومه عن معارضته بمثلها على وجه يدل على صدقه في زمان التكليف. انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ص٣٤٤ طبعة دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت.
وقد ذكر المصنف بعضًا من المعجزات الحسية كما سيأتي. كما تكلم عن المعجزات المعنوية الكبرى ألا وهي القرآن الكريم، وسيأتي الكلام على ذلك في حينه إن شاء الله تعالى.
٥ غاض: معناها نقص، أو غار فذهب، والمغيض هو المكان الذي يغيض فيه الماء، وقال الكسائي في قوله تعالى: ﴿وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ﴾ معناه: ما نقص الحمل عن تسعة أشهر، وقالت عائشة ﵂ تصف أباها ﵁ وغاض نبع الردة: أي أذهب ما نبع منها وظهر. انظر: لسان العرب ٩/٦٥.
٦ لعل أنسب ما يقال في هذا المقام ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر ابن الخطاب ﵁ قال: "قام فينا رسول الله ﷺ مقامًا، فذكر بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه". انظر: كتاب بدء الخلق باب ١، ٤/٧٣. وسيأتي مزيد تفصيل لذلك فيما يأتي - إن شاء الله تعالى -.
٧ في (ت) صلى الله وسلم تسليمًا.
٨ الثغر من البلاد: الموضع الذي يخاف منه هجوم العدو، فهو كالثلمة في الحائط يخاف هجوم السارق منها، والجمع: ثغور مثل فلس فلوس. المصباح المنير ص٨١ نشر دار المعارف بالقاهرة.
٩ انظر المقدمة لترى تعريفًا شافيًا عن باب الأبواب وأهميته في ذلك الوقت واهتمام الأكاسرة به.
1 / 74