دراسة موجزة للرِّسالة
مدى صحة نسبة الرسالة لابن القيم
نَسَب هذه الرسالة إلى ابن القيم فضيلة الشيخ بكر أبو زيد (^١)، ولم يذكر أحدًا نسبها قبله، فلعله اعتمد على ما ورد في صفحتها الأولى من نسبتها إليه.
وإثبات صحة نسبتها إليه يحتاج إلى مقارنة منهج هذه الرسالة بمنهج ابن القيم في كتبه الثابتة له، ومقارنة بين نصوصها وبعض نصوصه في كتبه، وبين بعض عباراتها وبعض عباراته في كتبه، فإلى بيان ذلك:
أولًا: مقارنة منهج الرسالة بمنهج ابن القيم في كتبه الثابتة له:
تكلم عدد من المعاصرين عن منهج ابن القيم وأسلوبه في الكتابة، فذكروا عددًا من المناهج والأساليب التي اتبعها في التأليف والبحث، وها هي بعضها، مع المقارنة بينها وبين ما ورد في هذه الرسالة.
١ - من خصائص منهجه: الاعتماد على الأدلة من الكتاب والسنة (^٢). وهذه الخصيصة تظهر جلية في هذه الرسالة عمليًا وقوليًا، أما العملي فيظهر في مواضع عديدة من الرسالة، وأما القولي، فقال حينما تكلم عن الأصول التي تضمنتها آية (٢٤) من
_________
(^١) ابن قيم الجوزية، حياته وآثاره (ص ١٥٥).
(^٢) المصدر السابق (ص ٤٨)؛ وابن قيم الجوزية، عصره ومنهجه، لعبد العظيم شرف الدين (ص ١٩٦).
المقدمة / 9