الفصل الأول
في مادتها الذي هو البن ومنشئه
قال في العمدة مادتها الذي هو البن ثمر شجرة صغيرة تنبت طبيعته بالاقاليم الحارة من النوبة وبلاد العرب سيما اليمن على شواطئ البحر الاحمر وانواعه نحو الثلاثين وله اوراق كاملة متقابلة وازهار بيض غالبًا وكلها من الاقاليم الحارة من قديم الزمان وجديده واهمها باعتبار المتجر والاستعمال المدني النوع الذي ينبت ببلاد العرب وسيما اليمن وانتقل من ذلك الى الهند ثم الى اوربا ومن هناك الى اميركا الجنوبية والاصل والاول للبن بلاد الحبشة فكان فيها من زمن قديم واخذه العرب من هناك من زمن قديم ايضًا لا يمكن تحديده بالضبط وانما كثر باليمن وحوالي مخا وحسنت زراعته هناك وصار هو احسن بن يخرج في الدنيا
وكثر استعماله في البلاد الشرقة ومن المحقق عند الاوربيين انه كان مستعملًا ببلاد فارس سنة ٢٦١ ثم في سنة ٩٢٢ اخذ السلطان سليم مصر وحمل البن معه الى القسطنطينية حيث لم يكن بها اذ ذاك مجال عمومية ولم تحدث القهاوي هناك الا سنة ٩٦٠ وكان لا يستعمل للغلي الا قشر البن لا لبه اه.
الفصل الثاني
في صفتيها النباتية
قال في العمدة جذعها اسطواني يعلو من ١٥قدمًا الى ٢٠ قدمًا وتنقسم الى فروع متقابلة متعقدة قليلًا واوراقها خضرة دائما جميلة مع لمعان في وجهها العلوي وفيها بعض قتامة وتنتشر منها رائحة ذكية جدًا وتحمل شجرته اذا كان سنها من سنتين الى خمسة ويجني منها مرتين في السنة نحو خمسة ارطال وتنتج الثمر ثلاثين او اربعين باوربا واجتناؤُها في الربيع والخريف ومع ذلك تبقى مزينة في جميع الازمنة
1 / 15