रिसाला फी रद्द
رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت
अन्वेषक
محمد با كريم با عبد الله
प्रकाशक
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
प्रकाशक स्थान
المملكة العربية السعودية
शैलियों
दर्शनशास्त्र और धर्म
إن البيان١ من الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلًا٢
فغيروه وقالوا:
إن الكلام من الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الكلام دليلًا٣
_________
١ في الأصل: "البتان". وهو تصحيف.
٢ هذا اللفظ أشار إليه ابن تيمية حيث قال. وقال بعضهم لفظه: إن البيان لفي الفؤاد ... انظر الإِيمان ص: ١٣٢. وأشار إليه أيضًا ابن أبي العز بصيغة التمريض ثم قال: وهذا أقرب إلى الصحة.
٣ لم أجد هذا البيت في ديوان الأخطل المطبوع، وفي ثبوت نسبته إليه نظر، بل أنكر بعضهم أن يكون من شعره، وقال بعضهم إنهم فتشوا ديوان الأخطل ولم يجدوه. قال ابن تيمية وهذا يروى عن أبي محمد الخشاب. انظر المصدر السابق نفس الصفحة. انظر أيضًا. ابن أبي العز شرح الطحاوية ص: (٩٨) .
وهذا البيت يورده متكلمو الأشاعرة في مصنفاتهم للاستدلال به على الكلام النفسي، وقد ذكره منهم (أبو بكر الباقلاني) مع بيت قبله في كتاب الإنصاف ص: ١١٠ فقال: وأنشد الأخطل:
لا تعجبنك من أثير خطبة ... حتى يكون مع الكلام أصيلًا
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلًا
وأوردهما أيضًا: الغزالي: في الاقتصاد في الاعتقاد ص: ٥٩، ولم ينسبهما للأخطل. وأورد البيت الأول غيرهما، كالآمدي في غاية المرام ص: ٩٧، وأشار محقِّقه الأستاذ حسن محمود عبد اللطيف في الحاشية: إلى أن الآمدي أورده في الأبكار ٦/ ٩٦ آ) - قال - وانظر الاقتصاد (٦٩) حيث أورد قبله بيتًا أخر وهما للأخطل كما ذكر ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية، وابن حزم في الفصل (٣/٢١٩) وقد أورده محقِّق شعر الأخطل ط ٢ دار الشرق بيروت ص ٨٠٥ ضمن ما نسب إليه، ويؤكّد الأستاذ علي السباعي - أستاذ النحو الأسبق بدار العلوم - نسبته إليه أ. هـ حاشية ٣ ص: ٩٧ غاية المرام.
وتعقيبًا على قول الأستاذ المحقق "وهما للأخطل كما أشار ابن أبي العز الحنفي"
أقول: "الواقع أن ابن أبي العز لم يذكر البيتين وإنما ذكر البيت الأوّل فقط ثم أشار إلى ما قيل من أنه مصنوع أو موضوع منسوب للأخطل وليس في ديوانه كما أشار إلى الرواية الأخرى للبيت، وهي. إن البيان لفي الفؤاد... وقال: وهذا أقرب إلى الصحة". انظر شرح الطحاوية ص: ١٩٨ وصنيع المحقق الفاضل فيه إيهام للقارئ بأن ابن أبي العز نسب البيتين للأخطل جزمًا مع أن الواقع ما ذكرتُ، وكان من الأمانة العلمية أن يشير المحقق إلى رأي ابن أبي العز ما دام أنه تطرق إليه واستشهد بنسبته البيت للأخطل.
وكذلك ابن حزم فإنه وإن كان ذكر البيت الأوّل فقط ونسبه للأخطل إلا أنه صاحب ذلك نكير شديد. ولم يشر المحقق إلى ذلك أيضًا.
وعلى فرض صحة نسبة البيت للأخطل: فليس ذلك بدليل ملزم. لأن الأخطل نصراني والنصارى قد ضلوا في مسمى الكلام، وقالوا: إن عيسى ﵇ هو نفس كلمة الله وأنه اتحد اللاهوت بالناسوت. فكيف يستدل بكلام نصراني ضال في هذا الباب.
ثم إن القائلين بالاحتجاج بهذا البيت لا يحتجون في باب الاعتقاد بأحاديث الآحاد حتى ولو كان الحديث صحيحًا أخرجه الشيخان أو غيرهما. فكيف يحتجون ببيت شعر، لم يثبت نقله عن قائله بسند صحيح، ولم يتلقه أهل العربية بالقبول. ومثل هذا لا يثبت به أدنى شيء من اللغة فضلًا عن مسألة تتعلق بالاعتقاد اللهم. أهدنا سبيل الرشاد. (شرح الطحاوية ص: ١٩٨، والإيمان لابن تيمية ١٣٢ بتصرف) .
1 / 120