مطلب إنكار خلافة الخلفاء
ومنها إنكارهم صحة خلافة الصديق ﵁ ١ وإنكارها يستلزم تفسيق من بايعه واعتقد خلافته حقا؛ وقد بايعه الصحابة ﵃ حتى أهل البيت كعلي ﵁؛ وقد اعتقدها حقا جمهور الأمة، واعتقاد تفسيقهم يخالف قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ ٢ إذ أي خير في أمة يخالف أصحاب نبيها إياه، ويظلمون أهل بيته بغصب أجل المناصب، ويؤذونه بإيذائهم، ويعتقد جمهورها الباطل حقا. (سبحانك هذا افتراء عظيم) . ومن اعتقد ما يخالف كتاب الله فقد كفر. والأحاديث الواردة في صحة خلافة الصديق وبإجماع الصحابة وجمهور الأمة على الحق أكثر من أن تحصر. ومن نسب جمهور أصحابه ﷺ إلى الفسق والظلم، وجعل اجتماعهم على الباطل فقد ازدرى بالنبي ﷺ، وازدراؤه كفر. ما أضيع صنيع قوم يعتقدون في جمهور ٣ النبي ﷺ الفسق والعصيان والطغيان، مع أن بديهة العقل تدل على أن الله تعالى لا يختار لصحبة صفيه ونصرة دينه إلا الأصفياء من خلقه؛ والنقل المتواتر يؤيد ذلك. فلو كان في هؤلاء القوم خير لما تكلموا في صحب النبي ﷺ وأنصار دينه إلا بخير، لكن الله أشقاهم فخذلهم بالتكلم في أنصار الدين، كل ميسر
_________
١ رجال الكشى: ٦١، منهاج الكرامة: ١٩٤-٢٠٢.
٢ سورة آل عمران آية: ١١٠.
٣ لعله: جمهور أصحاب النبي.
1 / 8