أن ذلك من السنة والمعتاد، والسنة ترك ذلك كله، فإنه لم يرد في ذلك شيء يعتمد عليه، ولا أثر صحيح يرجع إليه". إلى أن قال: " فصار هؤلاء لجهلهم يتخذون يوم عاشوراء موسما كموسم الأعياد والأفراح، وأولئك يتخذون مأتما يقيمون فيه الأحزان والأتراح، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة، متعرضة للحرم والجناح. انتهى ".
وقال ابن القيم ١: " وأما أحاديث الاكتحال والأدهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين، وقابلهم الآخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن؛ والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة. وأما ما يحكى عن الرافضة من تحريم لحوم الحيوانات المأكولة يوم عاشوراء حتى يقرؤوا ٢ كتاب مصرع الحسين ﵁، فمن الجهالات والأضحوكات، لا يفتقر في إبطالها إلى دليل. حسبنا الله ونعم الوكيل. انتهى كلام الشيخ بنوع اختصار. وقبائح هذه الطائفة أكثر من أن تذكر، وفضائحهم أشهر من أن تشهر، وفي هذا القدر كفاية في معرفة مذهبهم الكاسد وقولهم الفاسد.
مطلب الخاتمة رزقنا الله حسنها
خاتمة: جاء في المطالب العالية عن نوف البكالي أن عليا ﵁ خرج يوما للمسجد وقد أقبل إليه جندب بن نصير والربيع بن خيثم وابن أخيه همام بن خيثم، وكان من أصحاب البرانس المتعبدين، فأفضى علي وهم معه إلى نفر، فأسرعوا إليه قياما، وسلموا عليه التحية، ثم قال: من
_________
١ المنار المنيف: ١١٢-١١٣.
٢ في الأصل: حتى يقرءون.
1 / 49