هذا وإني لا أعتقد كفر من كان عند الله مسلما ١، ولا إسلام من كان عنده كافرا، بل أعتقد من كان عنده ٢ كافرا كافرا، وما صح عن العلماء من أنه لا يكفر أهل القبلة فمحمول على من لم يكن بدعته مكفرة، لأنهم اتفقت كلمتهم على تكفير من كانت بدعته مكفرة، ولا شك أن تكذيب رسول الله ﷺ فيما ثبت عنه قطعا كفر، والجهل في مثل ذلك ليس بعذر، والله أعلم.
مطلب التقية
ومنها إيجابهم التقية، ورووا عن الصادق ﵁: "التقية ديني ودين آبائي٣")، حاشاه عن ذلك. وفسر بعضهم قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ ٤: أكثركم تقية وأشدكم خوفا من الناس٥ وقد قال ﷺ: "من فسر القرآن برأيه فقد كفر٦". ونقل علماؤهم عن أحد ثقاتهم أنه قال: " إن جعفر الصادق ﵁ نام ليلة عندنا في خلوته الخاصة، ولم يكن عنده إلا من لم نشك في تشيعه، فقام للتهجد، فتوضأ ماسحا أذنيه، غاسلا رجليه، وصلى ساجدا على اللبد، عاقدا يديه، فكنا نقول: لعل الحق ذلك، حتى سمعنا صيحة، فرأينا رجلا ألقى بنفسه على قدميه يقبلهما ويبكي ويعتذر. فسئل عن حاله فقال: كان
_________
١ في الأصل: مسلما مسلما فقد تكون الكلمة الثانية مسلمًا.
٢ كلمة: عنده مزيدة في الحاشية.
٣ الكافي للكليني: ٢/٢١٩ وهذا الكتاب عندهم كالبخاري عندنا.
٤ سورة الحجرات آية: ١٣.
٥ انظر "الاعتقادات" لابن بابويه: باب التقية.
٦ لم أجد نص هذا الحديث، في ما بين يدي من مصادر.
1 / 20