وقد صح عنه ﷺ أنه قال: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، قد وجبت لكم الجنة، أو قد غفرت لكم ١" وقد صح عنه ﷺ أنه قال: "لا يدخل النار من حضر الحديبية إن شاء الله تعالى ٢"، وقد روي عنه بطرق إسناد بعضها رجال الصحيح غير واحد وهو ثقة قال: "لا تسبوا أصحابي، لعن الله من سب أصحابي ٣" وقد روي بأسانيد بعضها حسن: عن ابن عباس قال: "كنت عند النبي ﷺ وعنده علي ﵁ فقال النبي ﷺ: ياعلي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت لهم نبز يسمون الرافضة، قاتلوهم فإنهم مشركون٤". وقد تواتر عن النبي ﷺ ما يدل على كمال الصحابة ﵃ خصوصا الخلفاء الراشدين، فإن ما ذكر في مدح كل واحد مشهور، بل متواتر، لأن نقلة ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب، ويفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكمال الصحابة وفضل الخلفاء.
فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت في فضلهم، والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصة على كمالهم، فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم، وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين، أو اعتقد حقية سبهم وإباحته، أو سبهم مع
_________
١ البخاري: ٣/ ٧٠٦.
٢ الحديث: "لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة" سنن الترمذي: ٥/٦٩٥، وفي صحيح مسلم: ٤/١٩٤٢ " لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد".
٣ مجمع الزوائد: ١٠/ ٢١.
٤ مجمع الزوائد: ١٠/٢٢، الصارم المسلول: ٥٨٧-٥٨٨، الصواعق المحرقة: ٥.
1 / 18