عَلَى النَّاسِ﴾ ١، وقوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ ٢، وغير ذلك من الآيات والأحاديث الناصة على أفضلية الصحابة واستقامتهم على الدين؛ ومن اعتقد ما يخالف كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ فقد كفر. ما أشنع مذهب قوم يعتقدون ارتداد من اختاره الله لصحبة رسوله ونصرة دينه!
مطلب دعواهم نقص القرآن
ومنها ما ذكروه في كتبهم الحديثية والكلامية أن عثمان ﵁ نقص من القرآن، فإنه كان في سورة ﴿ألم نشرح﴾ بعد قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ ٣ "وعليا صهرك" فأسقطها بحسد اشتراك الصهرية. قالوا: وكانت سورة الأحزاب مقدار سورة الأنعام، فأسقط عثمان منها ما كان في فضل ذوي القربى، ٤ قيل: أظهروا في هذه الأزمنة سورتين يزعمون أنهما من القرآن الذي أخفاه عثمان، كل سورة مقدار جزء، وألحقوهما بآخر المصحف، سموا إحداهما سورة النورين وأخرى سورة الولاء ٥ يلزم من هذا تكفير الصحابة حتى علي حيث رضوا بذلك، فهي كالتي قبلها في المفاسد وتكذيب قوله تعالى: ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ
_________
١ سورة البقرة آية: ١٤٣.
٢ سورة آل عمران آية: ١١٠.
٣ سورة الشرح آية: ٤.
٤ فصل الخطاب: ١٨٠، بصائر الدرجات، عن الحويزي: ٥/٦٠٣، ٦٠٥، الخطوط العريضة: ١٢، ومختصر التحفة الاثنى عشرية: ٣١.
٥ فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب: ١٨٠، تذكرة الأئمة: ٣١٨.
1 / 14