آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾ ١ الآية، وقد مكن الإسلام بأبي بكر وعمر فكانا خليفتين ٢ حقين لوجود صدق وعد الله تعالى، وما صح من قوله ﷺ:"الخلافة بعدي ثلاثون"٣وفي بعض الروايات خلافة رحمة، وفي بعضها خلافة النبوة٤، وما صح من أمره ﷺ أبا بكر في مرض موته بإمامة الناس ٥؛ وهذا التقديم من أقوى إمارات حقيقة خلافة الصديق، وبه استدل أجلاء الصحابة كعمر وأبي عبيدة وعلي ﵃ أجمعين، فهذه وما شاكلها ٦ تسود وجوه الرافضة والفسقة المنكرين خلافة الصديق ﵁.
مطلب دعواهم ارتداد الصحابة ﵃
ومنها أنه روى الكشي ٧ منهم وهو عندهم أعرفهم بحال الرجال، وأوثقهم في رجاله، وغيره عن الإمام جعفر الصادق ﵁ وحاشاه من ذلك أنه قال: "لما مات النبي ﷺ ارتد الصحابة كلهم إلا أربعة: المقداد وحذيفة وسلمان وأبو ذر ﵃ فقيل له:
_________
١ سورة النور آية: ٥٥.
٢ في الأصل خليفين.
٣ المستدرك: ٣/٧١، مسند أحمد: ٥/٢٢٠، سنن الترمذي: ٤/٥٠٢.
٤ مسند أحمد: ٥/٥٠، سنن أبي داود: ٢/٥١٥.
٥ سنن الترمذي: ٥/ ٦١٣.
٦ في الأصل: وما تشاكلها.
٧ رجال الكشي: ١٢،١٣.
1 / 12