21
حينئذ فهم الحالة المشينة التي كان الشعب مترديا فيها، وأوحيت إليه المصائب المستقبلة بكلام ظن أن الله قد نطق به، ويمكنني أن أضيف أمثلة أخرى كثيرة مشابهة من الكتب المقدسة، ولكنها معروفة للجميع.
وهناك نص من سفر العدد (12: 6-9) يؤكد صراحة ما قلته. يقول النص: «إن يكن فيكم نبي للرب فبالرؤيا أتعرف له (أي بمظاهر حسية ورموز يمكن حلها في حين كانت رؤية موسى دون رموز) في حلم أخاطبه (أي إنه لن يسمع الكلام بصوت حقيقي) وأما عبدي موسى فليس هكذا ... فما إلى فم أخاطبه وعيانا لا بألغاز وشبه الرب يعاين.»
22
أي أنه يتحدث إلي معتبرا إياي رفيقا دون أية رهبة، كما يتضح ذلك من سفر الخروج (33: 11).
23
نحن على يقين إذن أن أي نبي، باستثناء موسى، لم يسمع صوتا حقيقيا، وهذا ما يؤكده أيضا سفر التثنية (34: 10) بمزيد من الوضوح حيث يقول: «ولم يقم من بعد نبي في إسرائيل كموسى الذي عرف الرب وجها لوجه.» والمقصود من ذلك أنه سمع صوت الله فقط؛ لأن موسى ذاته لم ير وجه الله مطلقا (الخروج، 33).
24
ولا أجد في الكتاب المقدس أن الله يتصل بالبشر بطرق أخرى سوى هذين الطريقين. فلا ينبغي إذن أن نختلق أمثال هذه الطرق (كما أثبتنا الآن) أو أن نتصور طرقا أخرى. صحيح أننا نعلم حقا أن في قدرة الله أن يتصل بالبشر مباشرة دون اللجوء إلى وسائل مادية من أي نوع، فهو يوحي بماهيته إلى روحنا. ومع ذلك، فلكي يدرك الإنسان بالروح وحده أشياء ليست متضمنة في الأسس الأولى لمعرفتنا ولا يمكن استنباطها منها، يجب أن تكون روحه بالضرورة أعلى من الروح الإنساني وتفوقه في الكمال. ولا أعتقد أن شخصا ما استطاع أن يصل دون الآخرين إلى هذا الكمال، إلا بالمسيح
25
अज्ञात पृष्ठ