إنه تضرع إلى الله من أجل هارون. ويشرح عزرا بعد ذلك أي الله اصطفى سبط لاوي نفسه - في الوقت الذي كان موسى يتحدث عنه في هذا النص - حتى يبين سبب هذا الاختيار، والسبب الذي من أجله لم يكن للاويين أي نصيب في الميراث. بعد ذلك يرجع إلى الموضوع الرئيس في السفر، حين يذكر أقوال موسى. ولنضف إلى ذلك، مقدمة السفر وكل النصوص التي تتحدث عن موسى بضمير الغائب. هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الإضافات والتغييرات في النص لا نستطيع التعرف عليها، وهي إضافات أدخلت دون شك حتى يسهل على الناس في عصره إدراك الأمور. والحق أنه لو كان لدينا سفر موسى لوجدنا، فيما أعتقد، اختلافات كبيرة، سواء في التعبير عن الوصايا أم في ترتيبها والبراهين عليها. والواقع أنني عندما أقارن الوصايا العشر وحدها في التثنية بالوصايا العشر في الخروج
49 (وفيه تروى قصتها صراحة) أجد اختلافات من جميع النواحي. فالوصية الرابعة قد صيغت بطريقة مخالفة، وليس هذا فحسب،
50
بل لقد كانت في عباراتها أطول كثيرا. ويختلف السبب هنا كلية عن السبب الوارد في «الخروج»؛ لذلك أعتقد، كما قلت من قبل بأن عزرا هو الذي أجرى كل هذه التغيرات هنا وهناك لأنه شرح شريعة الله لمعاصريه، وبالتالي يكون هذا سفر توراة الله كما شرحه عزرا وعرضه. وفي رأيي أن هذا هو أول سفر من بين الأسفار التي قلت إنه كتبها، ويقوم افتراضي هذا على أساس أن هذا السفر يحتوي على قوانين الأمة التي يحتاج إليها الشعب خاصة، وكذلك لأن هذا السفر لا يرتبط بسابقه، كما هي الحال في الأسفار الأخرى جميعا، بل يبدأ فجأة: «هذه هي أقوال موسى ... إلخ.»
وبعد أن أكمل هذا السفر وعلم الشرائع للشعب، أعتقد أنه شرع في رواية تاريخ الأمة العبرية كله منذ خلق العالم حتى التدمير الأعظم للمدينة، ثم أدخل في هذا التاريخ سفر التثنية في موضعه. وربما كان سبب تسميته الأسفار الخمسة الأولى باسم موسى هو أنها تدور أساسا حول حياته، فأخذت اسم الشخصية الرئيسة؛ ولهذا السبب نفسه، سمي (السفر) السادس باسم يشوع، والسابع باسم القضاة، والثامن باسم راعوث، والتاسع وربما العاشر أيضا باسم صموئيل، والحادي عشر والثاني عشر باسم الملوك. وسأرجئ إلى الفصل التالي المسألة الأخرى وهي: هل كان عزرا هو آخر من دون هذا السفر، وهو الذي أكمله كما أراد؟
الفصل التاسع
أبحاث أخرى حول الأسفار نفسها، هل عزرا هو آخر من
صاغها؟
أبحاث أخرى حول الأسفار نفسها، هل عزرا هو آخر من صاغها؟ وهل التعليقات الهامشية الموجودة في المخطوطات العبرية قراءات مختلفة؟ ***
يتبين بوضوح من النصوص نفسها التي اقتبسناها تأييدا لوجهة نظرنا في الفصل السابق، أن البحث الذي قمنا به في هذا الفصل عن مؤلفها الحقيقي يعيننا إلى أبعد حد في فهم هذه الأسفار؛ إذ إن هذه النصوص تبدو للجميع، بدون هذا البحث، غامضة للغاية. ومع ذلك توجد في هذه الأسفار موضوعات أخرى تستحق الملاحظة، ويؤدي شيوع الخرافة إلى الحيلولة دون تنبه العامة إليها. والمسألة الأساسية هي أن عزرا (الذي أعده المؤلف الحقيقي، طالما لم يبرهن لي أحد على مؤلف آخر ببرهان أكثر يقينا) لم يكن آخر من صاغ الروايات المتضمنة في هذه الأسفار، وأنه لم يفعل أكثر من أنه جمع روايات موجودة عند كتاب متعددين، وفي بعض الأحيان كان يقتصر على نسخها، ونقلها على هذا النحو إلى الخلف دون فحصها أو ترتيبها. ولا أستطيع أن أخمن الأسباب التي منعته من إتمام عمله هذا بحيث يوليه كل عنايته (إلا إذا كان موتا مبكرا). ولكن، على الرغم من فقدان مؤلفات المؤرخين القدماء، فإن العدد القليل جدا من الشذرات المتبقية لدينا يثبت هذه الحقيقة بوضوح تام، فقصة حزقيا ابتداء من الآية 17، الإصحاح 18 من سفر الملوك الثاني، نسخة من رواية أشعيا كما نقلت في أخبار ملوك يهوذا. ففي كتاب أشعيا المتضمن في أخبار ملوك يهوذا (انظر: أخبار الأيام الثاني، الإصحاح 32، الآية قبل الأخيرة)،
अज्ञात पृष्ठ