لكنه في الصباح كان قد نسي أمر كاترايت تماما.
فبحلول الثامنة صباحا كان كاترايت قد غاص مجددا في بحر خضم من الحوادث العرضية التي تحملنا من يوم إلى الذي يليه، والتي تكون عادية في احتشاد عوالقها.
بدأ الصباح، كما يبدأ دائما، بصوت قعقعة الخزف وصوت السيدة تينكر وهي تضع شاي الصباح الباكر. كان هذا الحدث هو التمهيد لأربع دقائق يرقد جرانت خلالها ساكنا، ويكون فيها ناعسا أكثر منه مستيقظا، ويترك الشاي يبرد قليلا، وكان صوت السيدة تينكر يأتيه من طرف نفق طويل يؤدي إلى الحياة وضوء النهار، لكن لا حاجة لاجتيازه بعد.
جاء صوت السيدة تينكر يقول: «فقط استمع إلى هذا»، مشيرة فيما يبدو إلى وقع المطر المنتظم. «قضبان تثبيت سجاد الدرج، مطر غزير، مستودعات. شلالات نياجرا تنهمر أيضا. يبدو أنهم عثروا على شانجريلا. يمكنني الاستفادة من موضع في شانجريلا هذا الصباح.»
أخذت الكلمة تطوف في ذهنه الناعس وكأنها عشبة في ماء ساكن. شانجريلا. كلمة تبعث على النعاس. تبعث على النعاس جدا. شانجريلا. مكان في أحد الأفلام. أو في رواية. فردوس لم تعبث به يد بشر. منعزل عن العالم . «حسبما يرد في هذه الصحف الصباحية، لا تمطر هناك أبدا.»
فقال: «أين؟» ليريها أنه مستيقظ. «في شبه الجزيرة العربية، على ما يبدو.»
سمع الباب وهو يغلق، فغاص أكثر قليلا تحت سطح الأشياء لينعم بتلك الدقائق الأربع. شبه الجزيرة العربية. شبه الجزيرة العربية. كلمة أخرى تبعث على النعاس. لقد وجدوا شانجريلا في شبه الجزيرة العربية. إنهم ... «شبه الجزيرة العربية!»
وبتدويرة واحدة كبيرة لأغطيته كان جرانت قد ذهب عنه النعاس، ومد يده ليلتقط الصحف. كانت توجد صحيفتان، لكن صحيفة «كلاريون» هي التي وصلت إليها يده أولا؛ لأن عناوينها الرئيسية كانت تمثل جرعة السيدة تينكر اليومية من القراءة.
لم يتعين عليه أن يفتش عن مبتغاه. إذ كان في الصفحة الأولى. كان أفضل مادة صحفية نشرتها أي صحيفة منذ قضية كريبن. «شانجريلا موجودة بالفعل. اكتشاف مثير. كشف تاريخي في شبه الجزيرة العربية.»
سريعا تصفح جرانت الفقرات المفعمة بالإثارة المبالغ فيها، ونحى الصحيفة جانبا في نفاد صبر لكي يمسك بصحيفة «مورنينج نيوز» الأجدر بالثقة. لكن صحيفة «مورنينج نيوز» كادت أن تكون مفعمة بالإثارة بقدر صحيفة «كلاريون». إذ ورد فيها: «كشف كينزي-هيويت العظيم. أخبار مذهلة من شبه الجزيرة العربية.»
अज्ञात पृष्ठ