وانتهت المحاورات بتوقف الثور وقد هد جسده واستنفدت قواه إلى آخر قطرة.
وحف بالزمن على قصره سكون مهيب تام.
وشملت «الأرينا» رهبة، رهبة الموقف، ورهبة الموت المقبل.
إن الموت دائما وفي كل زمان ومكان وبالنسبة لأي كائن حي لحظته أبدا لا تمر عادية.
إن الحياة كل أنواع الحياة تكاد تسكن تجاهها حدادا وخشوعا.
وهذه ليست ميتة عادية، إنها ميتة بطل! وبطولة الكائنات تقربها كثيرا من جنس البشر، دليل آخر على غرور الإنسان كأنما البطولة من صفاته وحده، وحتى لو كان البطل ثورا فقد بز بني جنسه جميعا وقام بما لم يقم به ثور.
وليست رهبة الموت فقط ولا رهبة الموت البطل.
ولكنها أيضا وأهم رهبة الموت المدبر ، رهبة القتل ، حتى لو كان القتل تتويجا لصراع فهو لا يزال، أمامنا قتلا. ها هو المصارع يستعد له ويترصد، ويتراجع إلى الخلف ويسبق عمله بالإصرار، وينشن.
رهبة الاغتيال.
حين تؤخذ الضحية على غرة، فصحيح أن الثور يرى المصارع ويرى ما يقوم به من استعدادات، ولكن إنهاكه يشله ويحول بينه وبين مهاجمته، غير أنه لو قدر له أن يعي أن هذه التحركات نفسها ليست سوى مقدمات قتله ومصرعه لاندفع يهاجم خصمه ولو مات إنهاكا، ولما وقف أبدا مستسلما لتعبه أو كالمستسلم.
अज्ञात पृष्ठ