سرنا نتمشى في الأفينو الخامس، أكبر شوارع نيويورك، برودة الجو منعشة، نوافذ المحلات الضخمة تتألق تحت الأضواء والشموع، الاستعداد لأعياد الكريسماس والعام الجديد، من وراء الزجاج نافورات ملونة، وتماثيل تتحرك وترقص تحت الأضواء، ومعروضات جديدة تدور مع دوران النوافذ المتحركة، معاطف فرو، قبعات، مجوهرات، أجهزة إلكترونية من كل نوع وصنف، وزحام من الناس من جميع بلاد العالم.
أمام إحدى النوافذ الزجاجية الضخمة رأينا جمعا كبيرا من الناس يتزاحمون ويتنافسون على الرؤية، الأطفال يصعدون على أكتاف آبائهم وأمهاتهم ليروا ماذا هناك.
وقلت لماريون: ربما هو حاوي وراء الزجاج!
وبدأنا نشق الطريق، ورأينا تحت الضوء الملون جهازا كبيرا كالفرن الكهربي، داخله بيض كبير كبيض البط، تتحرك البيضة وحدها ثم تنكسر فجأة، ويخرج منها كتكوت حي يجري على أرجل رفيعة.
الأطفال يضحكون ويصفقون بأيديهم، والشباب والشابات يتعانقون ويتراقصون، والعجائز يحملقون بدهشة، ورجل يهمس في أذن زوجته: هذا زمن عجيب، وكل شيء يصنع بالآلات حتى الكتاكيت!
وقالت ماريون: بعد قليل سنصنع الأطفال في الأنابيب، وتتحرر النساء من الحمل والولادة. وضحك الجميع.
في الطريق إلى البيت أحسست بدوار خفيف. كانت ماريون تقود سيارتها، ورأتني صامتة فقالت: أتشعرين بتعب؟
وقلت: لا.
قالت: كان يوما مرهقا، لكن بديع.
عند باب بيتي تمنت لي ليلة طيبة ثم انطلقت بسيارتها إلى بيتها.
अज्ञात पृष्ठ