ورد الرجل بغضب: أنا لست بوذيا! أنا يهودي وأومن بالتوراة.
حملقت في عينيه الضيقتين بدهشة. كنت أظن أن الديانة هنا إما بوذية أو هندوكية فقط، وقال الرجل: من حقي أن أطلب البوليس.
وابتسمت بسخرية: بالطبع، هذا حقك؛ فقد ضبطتني متلبسة بجريمة الرغبة الآثمة، «الرغبة في المعرفة». وقد لعن الرب في التوراة حواء؛ لأنها أكلت من شجرة المعرفة.
وتظاهر بأنه لم يسمع ما قلت وفكر لحظة. رأيت «النني» الصغير في عينيه الشريطية الضيقة يدور حول نفسه عدة دورات كعين زجاجية في آلة إلكترونية حاسبة، ثم توقف «النني» عن الدوران ورأيته ينظر في ساعته ثم يسجل على ورقة بضعة أرقام جمعها ثم كتب الرقم الكلي: سبعة عشر ونصف، وقال: يمكن أن تدفعي غرامة قدرها سبعة عشر دولارا ونصفا ونطلق سراحك.
وقلت بغضب: هذا ابتزاز!
وقال بهدوء عجيب: هذا حقنا. لقد دخلت هنا لتحصلي على المعرفة. وهذه السبعة عشر ونصف دولار مقابل المعرفة التي حصلت عليها، أنا لم أفتح هذا البيت ليدخل إليه الناس ويحصلون على ما يريدون بالمجان، لا شيء بالمجان في هذا البيت. ثم إن وقتي أيضا له ثمن، وقد أخذت من وقتي حتى الآن تسع دقائق ونصف.
فكرت لحظة، منطق هذا الرجل اليهودي سليم بلغة السوق والتجارة، وهو رجل سوق، يبيع للرجال المحرومين الإشباع الجنسي بالدقيقة حسب اللوحة المعلقة أمامي، تشبه اللوحة التي تعلق في عيادات الأطباء ومعاهد العلاج الطبيعي والتدليك، وإذا كان ثمن إشباع الرغبة في طرقعة أصابع القدم دولارا ونصفا في الدقيقة فما بال إشباع الرغبة في المعرفة؟ وإذا كان يريد مني سبعة عشر دولارا ونصفا نظير تسع دقائق ونصف، فإنه قد حسب الدقيقة بحوالي دولار ونصف، أي بثمن طرقعة أصابع القدم.
وقلت لنفسي: على أي حال، من صالحي الآن أن يكون ثمن «المعرفة» بخسا.
وكنت على وشك أن أدفع المبلغ بشعور المنتصر لولا أنني تذكرت أن هذا البيت يدار للبغاء تحت اسم التدليك، وأن هذا الرجل يشغل الفتيات الفقيرات ليربح أموالا من ورائهم ، ووجدتني أقول بغضب: لن أدفع مليما واحدا، وأنا التي سآخذك الآن إلى البوليس؛ فهذا بيت للدعارة وليس للتدليك!
لم يكن القانون في بانجوك يضع حدا فاصلا بين تدليك بطن الرجل وإشباع رغبته الجنسية. إلا أن الرجل بدأ يتراجع، وقال: نحن لا نفعل شيئا ضد القانون، وبدأ صوته ينخفض وظهره ينثني، وبانحناءة مؤدبة ودعني حتى الباب. •••
अज्ञात पृष्ठ