وأخذنا المهندس إلى مزرعة تربية الجاموس، ورأيت مجموعة من ذكور الجاموس تدور حول نفسها، وظننت أنها تجر ساقية لكني لم أر الساقية، وقال المهندس: هذه تمرينات رياضية لذكور الجاموس حتى لا يترهلوا بسبب عدم الحركة وتضعف حيواناتهم المنوية، إننا نطعمهم طعاما جيدا مخصوصا، والرياضة اليومية ضرورية لهم. كما أن عندنا نظاما طبيا عالي الكفاءة لرعاية صحة الجاموسة سواء هنا في مزرعة المصنع أم في القرية. إن رعاية صحة الجاموسة من أهم ما يمكن للمصنع؛ لأن الجاموس هو الذي يعطي اللبن.
وأخذنا المهندس إلى القسم الطبي في المصنع ورأيت أمام المبنى عددا كبيرا من عربات جيب وإلى جوار كل عربة سائقها.
سألت: ما هذه السيارات؟
وقال المهندس: إنها سيارات إسعاف الجاموس.
عندنا خدمة إسعاف عالية الكفاءة، وعندنا عدد من الأطباء البيطريين الذين دربوا في أعلى الجامعات والمعاهد.
ودخلت إلى القسم الطبي، ورأيت عدة أجهزة التليفون وعاملا خاصا يتلقى الإشارات التليفونية التي تعلن عن مرض جاموس في أي مكان في المنطقة ، وبعض أطباء بيطريين في وضع الاستعداد دائما للإسراع بسيارة الإسعاف إلى الجاموسة المريضة، وحقائب إسعاف وأدوية حديثة وكل شيء.
إن مركز إسعاف الجاموس هذا أكثر كفاءة من كثير من مراكز إسعاف المرضى من البشر في بلاد كثيرة، بل في هذه المنطقة بالذات ترتفع نسبة وفيات الأطفال والكبار؛ بسبب سوء الرعاية الصحية وانتشار الأمراض.
ورعاية الجاموس الصحية تشمل أيضا الرعاية النفسية. قالوا لي إنهم يدرسون الأسباب النفسية التي تجعل الجاموسة تحزن ويقل إدرارها للبن؛ أحد هذه الأسباب هو حرمانها من أولادها الصغار، وقالي أحد الأطباء البيطريين مزهوا وهو ينظر في بعض الإحصاءات الأخيرة: لم تظهر حالة مرض معدية واحدة بين الجاموس في المنطقة كلها منذ عشر سنوات، وقد تحسنت صحة الجاموس تحسنا كبيرا، وزاد إدرار لبن الجاموسة الواحدة عشرة أضعاف في السنوات الخمس الأخيرة، كل ذلك بفضل نشاط القسم الطبي في «أناند».
وبينما نحن نغادر المصنع رأينا من خلال السور وجوه الجاموس المتوردة ذات الصحة الجيدة، ولم نكن قد نسينا منظر وجوه الأطفال والأمهات الضامرة الشاحبة، فقال زوجي للمهندس الهندي ضاحكا: إذا كانت مسألة تناسخ الأرواح حقيقية - كما تقول «الجيتا» - فإني أود أن تلبس روحي بعد وفاتي جسد جاموسة في «أناند».
وضحكنا حتى دمعت عيوننا من شدة الضحك وشدة الأسى معا. •••
अज्ञात पृष्ठ